الانتخابات في العراق باتت معركة تستخدم فيها كل انواع الاسلحة المحللة منها أو المحرمة دولياً و شرعياً فكل الخيارات متاحة و متعددة و مفتوحة و حسب مبدأ حجي ميكافيل (الغاية تبرر الوسيلة ) و هذا المبدأ تبنته بعض القوائم التي تسعى الى السلطة بكل قوة و بكل الوسائل , و من هذه الوسائل الوجوه الجاذبة للناخبين العابرة للحدود ، لمن يدوًر وجوه ( مو غير شي ) . فبينما تتصفح صور و وجوه المرشحين ربما تقرأ جزء من شخصية هذا المرشح أو ذاك من خلال صورته أو نظرته أو الوقفة التي أختارها أو تعابير الوجه التي أرتسمت على محياه فبعضهم ( و هم القلة ) ترى النور و البهاء و الثقة في وجهه و أخر تراه يتوعدك بالانتقام إن لم تنتخبه و مرشح يستجدي صوتك متوسلاً بنظراته المسكينة و أخر لا يستطيع أن ينظر الى الكامرة من كثرة حيائه فتراه ينظر الى السماء عسى أن تعطف عليه ليفوز علينا ,
و لكن ما لفت نظري في هذه الانتخابات هو دخول سلاح جديد و خطير في معركة الانتخابات و كسب الاصوات للقوائم لم نعهده في تجاربنا الانتخابية السابقة الا ما ندر ألا و هو سلاح المرشحات الحلوات ( الصاكات ) حسب تعبير أحد الناخبين الصاكين و المتحمسين , فالملاحظ إن أغلب الكتل أحتوت قوائمهم على مرشحات يتسمن بمستوى عالي من الجمال ( بلا حسد ) و قد ملئت صورهن الشوارع و الأزقة و طغت على صور الرجال المغلوبين على أمرهم الذين بارت سلعة أغلبهم امام التنافس غير المنصف على الاصوات الغالية و قد تميزت بعض الصور للمرشحات بوقفات مميزة و بعضها مريبة أو تعابير ( ………) و انا لا أشكك في قصدهن الشريف و لا نواياهن ( أعوذ بالله ) و خاصة لمن لا يملكن من المؤهلات الاكاديمية أو العلمية أو الادارية شيء و لكن ربما يملكن مؤهلات أخرى نجهلها و سنكتشفها لاحقاً في البرلمان القادم ، و يبدو ان بعض شرائح المجتمع يعيش عطشاً في الوجوه ( الحلوة ) بعد أن ملّ من الوجوه التي تعود عليها للسنوات الماضية فبات يبحث عن الشباب الطموح ليحدث التغيير ، و قد وجد البعض ضالتهم في الوجوه الجميلة الجديدة المنمقة و المصطبغة حتى أن بعض الشباب عبر عن شغفه بهذه الوجوه في صور مختلفة بعضها مخزي لدرجة استدعت وزارة المرأة العراقية ان تعرب عن أستيائها الشديد و استهجانها لتصرفات بعض الشباب ( الرايحين زايد ) و لم يستطيعوا مقاومة صور بعض المرشحات فقاموا بتصرفات (لا أخلاقية) و مخالفة للقيم التي تعارف عليها الشعب العراقي
حتى طرق سمعي الكثير من الاصوات قالوا أنهم تمنوا أن تكون مثل هذه (المرشحة ) في محافظاتنا البائسة فسينتخبوها بلا تردد و انها ستكتسح القوائم بلا منافس فبرنامجها الانتخابي لا يقاوم ، و خاصة من قبل بعض الشباب الذين كانوا يقفون طويلاً أمام صور بعض المرشحات ليستكشفوا شخصية المرشحة من خلال صورها ،
إن لجوء بعض القوائم الى مثل هذه الوسائل يكشف عن خلل واضح في جانبين الاول هو عدم المقدرة على جذب الناخبين و أقناعهم عن طريق البرامج الانتخابية الحقيقية و الصادقة أو طرح مرشحين لم يتساقطوا في وحل الفساد و الثاني أن الناخب فقد الثقة بهذه القوائم فبات يلجأ الى حلول جانبية و في هذا الوضع راج سوق السيدات الجميلات ليجربوا حظهن في هذا السباق المحموم و هن يملكن كل هذه المؤهلات و أصواتهن في النهاية لن تتعدى (شليل ) رؤساء القائمة ، أما باقي المرشحات سيئات الحظ ممن لا يملكن مؤهلات الجمال و الفتنة النوعية أو تمنعهن الحشمة و الحياء من الظهور بمظهر معين فحتى لو أمتلكن كل مؤهلات الخبرة و الكفاءة و النزاهة فسلاحهن أضعف من الاخريات و جمهورهن من نوع أخر و هذا النوع من النسوة الذي يعتقد أن الناخب يبحث عن الاسم لا الرسم و عن المضمون لا المظهر و الشكل و عن الشخصية لا الشخص فلجأن الى طرح أنفسهن حسب نظرية البديل ،
فتلك التي وضعت أسمها بجانب صورة زوجها أو صورة رئيس القائمة و أخرى وضعت صورة أبيها بدلاً من صورتها ! و الأغرب من وضعت عبارة ( زوجة المرحوم ………. ) و ربما لو كانت تملك صورة حديثة له من مكانه الان لوضعتها !!!!
ننتظر المزيد من الاسلحة الفتاكة في حرب لا هوادة فيها تسمى الانتخابات .