23 ديسمبر، 2024 8:36 ص

الحلم المستحيل – 4 –

الحلم المستحيل – 4 –

الحلقة الاخيرة
سكتت مره أخرى. كانت كارولين تتحفز لأي كلمة تسمعها. تتصور أن حرباً ضروساً سوف تقع هنا هذه الليلة. إستعدت لصد أي هجوم قد يحدث بصورة مباغته. لقد فقدت كل شيء ولن تفقد أكثر مما كان قد ضاع منها الى ألأبد. كانت متلهفه لسماع حديث سوزي والوصول الى ماكانت ترمي اليه.عينيها مفتوحتان بصورةٍ واسعة جداً كأنها تنتظرُ حكماً نهائياً قد صدر ضدها. إزدادت ضربات قلبها بشكل جنوني . عادت سوزي لتواصل حديثها حول المشكلة المطروحة للنقاش. تبادلت نظرات سريعة مع الجميع بعدها إندفعت قائلة ” طالما أن روبرت تركنا جميعاً بهذه الصورة البشعة ولم يهتم لدموعي وتوسلاتي وأنا أتحدث اليه عبر الهاتف. لم يهتم لمعاناة والده. لم يقدر الحالة التي نحن عليها ألأن، إذن توجد طريقه واحدة” . توقفت عن الكلام كأنها تريد أن تُطلق قنبلة في الفضاء الفسيح لهذا الجو العائلي المتكهرب. كانت كارولين فاغرة الفاه تتوسل في داخلها أن تطلق عليها رصاصة الرحمة وتقولها على عجل. ” يجب أن تعود الى بيت أهلها وتترك ألأطفال هنا”. كانت تسمع هذه الجملة عدة مرات بعد تلك الحادثة المأساوية التي حدثت لطفلها الصغير قبل أربع سنوات. حافظت كارولين على هدوئها. كانت ترتعش من قمة رأسها الى أخمص قدميها. إستأنفت سوزي حديثها قائلة ” إذن أقترح ويوافقني زوجي على ذلك ، من ألأفضل للجميع أن تتزوجها يافرانك…نعم…تتزوجها كي نحافظ على بقائها في ألأرض وفي هذا البيت.قد يكون لفارق العمر تأثير معين ولكن بقائها متزوجه من رجل يكبرها بعدد من السنوات أفضل من بقائها مطلقه معنا في نفس البيت. أعرف أن روبرت لن يتراجع عن قراره ولكن سيكون هذا الزواج بمثابة صفعه له طيلة حياته.

سيطر على المكان صمت رهيب. لم يتحدث أحد في البداية. كانت العيون تنتقل من شخص الى أخر . كل شخص ينتظر من ألأخر أن يبدي رأيه.لم تتوقع كارولين أن يصدر منها إقتراحاً كهذا أبداً. راودتها أفكار كثيرة لم تكن تعرف ماذا تقول. شعرت بسعادة خفية ممزوجة بألم دفين. نظرت الى فرانك دون أن تتفوه يكلمةٍ واحدة. نهض فرانك قائلاً” ساذهب ألأن الى حقول القمح. غدا سوف نتحدث مره أخرى في هذا الموضوع. شكراً مرة أخرى على هذا الطعام اللذيذ”. خرج دون أن يلتفت الى الوراء. ظلت كارولين جالسة في مكانها.كانت ساقيها ترتعشان تحت الطاولة . شعرت أنها لن تقوى على السير مرةً أخرى. دون سابق إنذار قال ألبرت ” إذهبي خلفه. ناقشي ألأمر معه. أتمنى أن تتوصلا الى قرار مفيد يرضي جميع ألأطراف.”. قبل أن يتم كلامه نهضت كارولين وهي تقول ” حسناً سأذهب خلفه” . كان فرانك قد توارى في جنح الظلام. إندفعت نحو سيارتها البك أب وأنطلقت كأنها مشتركه في سباق مصيري. كان الجو رائقاً صافياً والقمر في كبد السماء يُنير ألأرض الممتده على طول البصر. لم تعد تعرف أي قرارٍ تتخذ؟ مستقبل غامض وظلام يغلف روحها بشكل مزمن. كانت سيارة فرانك جاثمة قرب بوابة التفاح كأنها كائن قد عجز عن مواصلة الحياة في هذه ألأرض البرية. أوقفت سيارتها قرب سيارته وترجلت تبحث عنه بقلق وأضطراب. لم تجده هناك. كان باب الغرفة موصداً كأن أحداً لم يقترب منه فتره من الزمن. راحت تنادي بأعلى صوتها ” فرانك..فرانك..أين أنت؟” كان صوتها يسافر خلف ألأشجار وألأحراش ويعود لها مخذولاً في ذلك السكون المطلق. كررت الصراخ عدة مرات وكانت النتيجة ذاتها. أحست بالقلق وأندفعت تهرول هنا وهناك تبحث عنه في كل مكان. شعرت بألأرهاق. توقفت ثم عادت تصرخُ من جديد ” أين أنت..أين أنت؟”

من بعيد جاء صوتاً هامساً ” أنا هنا”. ركضت نحو مصدر الصوت تلهثُ بأنفاسٍ متقطعة. كان فرانك قد جلس تحت شجرة كبيرة. ضوء القمر ينفذ من بين ألأغصان . قالت بصوت متقطع ” لقد أصابني الهلع. لم أجدك عند الغرفةِ الصغيرة” . لم يُجبها . ظل صامتاً وهو يدخن سيكارتهِ بشرود ذهنٍ تام. وضعت يدها المرتعشه على ركبتهِ أحست أنه يرتعش لسببٍ مجهول. قالت ” هل تستطيع السير؟ ضوء القمر يدعوننا للتنزه هنا وهناك”. دون أن يرد عليها نهض وبدأ يسير بهدوء في الممر الضيق بين أشجار التفاح. أخذت يده وهي تقول ” فلنخرج من هذا الظلام الجزئي . فلنذهب الى حقول القمح حيث الفضاء الفسيح”. أطاعها كطفل صغير. كانا صامتين. كل واحد منهما يتمنى أن يبدأ ألاخر بأي حوار يزيل هذا الصمت وهذا القلق الروحي. فجأةً قالت كارولين ” ماهو رأيك بأقتراح سوزي؟” لم يجبها باديء ألأمر. كررت السؤال” هل تعتقد أن إقتراحها يمكن أن يكون حقيقة ؟” نظر اليها وهو يقول ” هل يمكن أن يتحقق الحلم المستحيل؟ هناك أشياء مستحيلة في الحياة هل يمكن أن تكون حقيقة؟ ألأقتراح الذي أطلقته سوزي شيء مستحيل ولكن هل يمكن أن يتحول الى واقع؟ كيف؟ ليس لدي جواب”.

كانت كارولين تفهم صعوبة الصراع الداخلي الذي يدور في نفسه وعقله اللاواعي. قالت بأندفاع ” ولماذا لا يمكن أن يتحول الحلم المستحيل أحياناً الى واقع ملموس؟ تتوفر أحياناً مباديء ودوافع أساسية تجعل من الحلم المستحيل شيئاً مقبولاً وحقيقة لايمكن إهمالها”. سكتت قليلاً ثم أردفت مره أخرى ” توجد حقائق يجب التوقف عندها ومناقشتها بهدوء وعقلانية. تركني زوجي الى ألأبد، ماذا سأفعل؟ هل أقضي بقية حياتي أبكي على ألأطلال وأذرف دموعاً حاره على تلك ألأيام ألخوالي؟هل أنهار وأفقد عقلي، هل أعود الى فلوريد وأنسى الحياة هنا الى ألأبد؟ هل أترك أطفالي هنا أم أصطحبهم معي؟ ” كانت تتوقف عن الكلام بين فترةٍ وأخرى كي تستجمع أفكارها المشتته هنا وهناك. أردفت قالئلة” فيما يتعلق بفارق العمر، بالنسبةِ لي لايشكل عائقاً مباشراً. كل ما أريده من الرجل أن يحترمني أويُظهر لي قليلاً من الحب”. حاولت أن تسترسل في حديثها ولكنه قاطعها بقوله ” من يدري قد يعود اليكِ بعد ستة أشهر أوسنه؟ قد لايجد السعادةِ معها هناك. قد يعود إليكِ طالباً الصفح والغفران. قد يُحدثكِ عن أيام الحب التي عشتيها معه…قد يُذكركِ بأطفالكِ وماذا يمثلون لك وله من ذكرياتٍ جميله وتلاحم جسدي في لحظاتِ صفاءٍ من الحب الجارف. ماذا سيكون موقفك في ذلك الوقت؟”. تنهدت بعمق ، أخذت نفساً عميقاً كانها كانت تحن الى الماضي السحيق. دون وعي مسكت يدهُ وهي تقول بحزم” أتمنى أن تأتي اللحظةِ التي يطلب فيها العوده اليَّ..آه..ستكون أعظم لحظة في حياتي. سأسترد كرامتي. ستنطفأ النار التي تغلي في كياني. كم أتمنى أن يواجهني في لحظةٍ كهذه”. دون وعي راحت تبكي بحسره وألم وهي تقول بأندفاع” لقد سحقني في ذلك المكتب الفخم. ذبحني آلاف المرات. ”

حاولت أن تسيطر على أعصابها إلا أن نوبات البكاء الهستيرية قد سيطرت عليها بشكل جنوني، كأنها تحولت الى مخلوقٍ شارف على الهلاك. لم يحاول أن يمنعها من مواصلة البكاء . أراد لها أن تستنفذ كل دموعها كي تتمكن من الحديث بهدوء من جديد. كان صائباً في ذلك. بعد أن هدأت عادت للحديث بنبره حزينه ” في بداية زواجنا عشنا لحظات كأنها الخيال. كنتُ أغدق عليه حباً لا يجاريه حب في هذا العالم. لم أقتل ولده الصغير. لايمكن لأي أم أن تقتل ولدها. بدأ يعذبني كل يوم لكن حبي له هو الذي كان يمنحني قوة المقاومه للحفاظ عليه على أمل أن يعود لي يوماً ما. وبدأت السنوات تمضي وأنا مجرد جسد مهمل الى جانبه. كل لحظة كان يرفضني فيها كانت تمثل بالنسبة لي سيفاً يقطع فيه كل جزء من أجزاء جسدي”. حينما إنقضت السنه الثانية ، لم أعد أشعر به تماماً. كنتُ مجرد خادمه تعد له فطوره أو تهيء له ملابسه وتعتني بأطفاله. رضيتُ بحياتي أن تكون على هذه الشاكله. مجرد شبح لأنسان يتحرك هنا وهناك”. لم يقاطعها أبداً أرادها أن تستنزف كل ماكن يجيش في داخلها من معاناة وأحتراق داخلي. قالت” وجاء التحول الذي لم أكن أنتظره طيلة تلك الفترة العصيبه من حياتي. قبل سنتين قلتَ لي حينما كنا نحصد القمح وكنتُ أنا أنقل بعض أكياس القمح من مكان الى أخر والعرق يتصببُ من جبيني. نظرتَ إليَّ بحنان وقلتَ ” كم أنتِ جميلة ورائعة”. تلك العبارة هزت كياني وجعلت جسدي يرتعش. أعرف أنكَ كنتَ تمدح عملي وتريد أن تعزز قوتي. بقيتُ كل الليل مستيقظه وأنا على فراشي ممدده الى جانب زوجي الذي كان يغط في نومٍ عميق كعادته. قلتُ لنفسي ” هل حقاً أنا جميلة ورائعة؟”

سكتت مرة أخرى. كانت تريد أن تقول أي شيء وعن أي شيء . لم تعد تخشى أي شيء. راحت تتكلم بلا تتوقف وكأنها في حالة إعتراف ” بدأتُ أحب الحياة. بعد إسبوع قلتَ لي ” غبيٌّ من لايقدر هذا الجمال وهاتين العينين الساحرتين. وتكهرب جسدي بلذةٍ خفية لا أستطيعُ أن أجد لها تفسيراً. بعد شهر حولتُ أن أقولَ لكَ أي شيء قد يحرك رجولتك – كم انت قوي! أعتقد أن زوجتك كانت سعيدة جداً معك. شاهدتُ في عينيك بريقاً أصابني بالرعب. لم تقل لي أي شيء سوى ” كم انتِ جريئة”. وتلاشت صورة زوجي من مخيلتي الى ألأبد وحلت مكانها صورة أخرى لكَ. كنتَ تنادينني دائماً ” إبنتي الحبيبة”. تمنيتُ مع نفسي أن تترك الكلمةِألأولى وتناديني ” الحبيبة “. ولكن لايمكن أن يكون هذا فأنت بمثابة ألأب الروحي لي. سنتان وأنا أعتبرك بطلي في عالم الخيال الذي أعيش فيه. كنتُ أتعذب لأنني أعتبر أن حبك لي بمثابة ألخط ألأحمر الذي لايمكن ألأقتراب منه أبداً. كنتُ أخالفك في العمل أحياناً وأحاول أن أرتكب أخطاءاً كبيرة كي تضربني كي تلامس يدك جسدي وهذا هو كل ما أطمح اليه. كنتَ تنظر في وجهي بغضب ولا تقل أي شيء ثم تبتعد الى أن تهدأ ثورتك. حاولتُ أن أعذبك بأي طريقةٍ كي أشعر أن ثمة شخص أخر يتعذب مثلي. هل تذكر حينما قلتُ لك مره ” أنت قاسٍ ، متوحش، فظ، لا تعرف معنى الرغبةِ تجاه أي أُنثى” . حاولتُ أن أطعنك في رجولتك كي تثور وتغضب. لكنك قلتَ بهدوء ” لم أعد أشعر بأي رغبة تجاه أي أنثى بعد وفاة زوجتي”.

تعثرت وكادت تسقط على ألأرض ولكنه مسكها قبل أن تقع. وقفت . وقف هو ألأخر. قالت ” أريد أن أجلس أشعر أن كاحلي قد إلتوى”. جلست على ألأحراش الخضراء، مدت قدمها اليمنى وراحت تفركها بقوه. ظل واقفاً ينظر اليها تحت ضوء القمر. كان شعرها الذهبي يلمع تحت ضوء القمر كقطعة من الذهب الخالص. تطلعت الى قامته الطويله وقالت بغضب ” ألم أقل لك يوماً أنت بلا قلب. أنت كالحجر ، فاقد الرجولة. إذهب عني أكرهك. أحبك ولكن أكرهك أنت بلا رجولة”. راحت تبكي وهي تفرك كاحلها الذي بدأ يتورم شيئاً فشيئاً. أحسًّ أن سياطاً لاذعه تُلهبُ جسده وتحيله الى كتلة من الرماد. جسده ينتفض برغبةٍ نارية لايمكن مقاومتها. مشاعرهُ تهتز لا يدري هل ينقض عليها يفترسها كما يفترس ألأسد ضبية صغيرة تائهة في قلب الغابةِ الكثيفة. هو بشر من لحم ودم يتضور جوعاً لأي أنثى منذ عدة سنوات. ولكن كيف يستطيع أن يلتهم هذه الغزال الصغيرة؟ يشعر أن لحمها ملطخ بمادة شديدة المرارة. صراع من ألألم يخترق ذاته ويحيله الى بؤرة من العذاب الروحي والجسدي. يشعر أنها ثمرة لم تكتمل بعد ثمره لازالت معلقه في غصنٍ من أغصان أشجار التفاح. أطلق زفره عميقة، إقترب منها. جلس على ألأرض قريباُ منها. دون تفكير سحب قدمها اليمنى وراح يفرك كاحلها بهدوء محاولاً إزالة ألألم الذي سيطر عليها تماما.

كانت تئن كلما ضغط على موضع ألألم ، أحس تورماً قليلاً تحت أنامله. كلما ضغط على الكاحل تصرخ بصوتٍ مكتوم. ظل يفرك أصابع قدمها بحنان محاولاً أن يُنسيها ألألم المتزايد. كانت تبكي وتقول ” أعتقد أنني لن أستطيع السير لفترة من الزمن. أشعر بنيران من ألألم في قدمي وكاحلي”. لم يقل أي شيء إستمر في تدليك أصابع قدميها وكاحلها. شعر بدفيء ونعومة قدمها. دون وعي شعر برغبه جامحه لمواصلة تلك اللمسات. أحس أن أنامله قد ظلت طريقها في هذا السكون الجميل وتحت ضياء هذا القمر الساطع في كبد السماء . عرف أن مهمته قد تحولت عن المسار المخطط له قبل قليل. أحب هذا الضياع وهذا التلكؤ في تنفيذ الواجب الذي بدأ به قبل قليل. أحس بنشوة عارمة للضياع في هذا الواجب الروحاني الذي راح يقوم به بكل جدارة. شعرت أن مهمته قد إبتعدت عن خارطة الطريق المرسومة عند نقطة الشروع. لم تهتم لهذا الخطأ المقصود أو غير المقصود في التوجه نحو أهدافٍ أخرى في جحيم الرغبة والفاقةِ الى أشياء تحلم بها منذ أن تركها زوجها وحيده في عالم الخيال. كان يسمع تنهداتها التي رسمت له طريقاً أخر للولوج في أعماق الرغبة الجامحة على مر الشهور والسنين. لم يعد ينظر اليها على أنها فاكهه لم تنضج بعد. كانت بالنسبةِ له تفاحة مكتنزه معلقة بخيط رفيع على شجرة الحب واللذةِ تنظر نسمة هواء صغيرة كي تسقط على ألأرض يتم إلتقاطها بسهولة بعيداً عن الخوف والرهبةِ من شيء غير معلوم. إمتدت يده بهدوء وثقة مطلقه نحو التفاحة المكومةِ على ألأرض بمشهدٍ قدسي. رفع التفاحة بهدوء ورغبة لا تجاريها رغبة وراح يقضمها بهدوء يستذكر من خلالها كل عطشه في السنوات التي مرت بألم وحسرة لأي أنثى تقع في طريقه. أغمضت عينيها كي تدعه يتناول فاكهته بلا منغصات تركته يتذوق كل شيء يروم إلتهامه برجولةٍ وحنين مطلق الى كل شيء. حينما قضم أخر لقمه من تفاحته الناضجة بفعل الطقس وحرارةِ ألأيام المنسيه إستلقى الى جانبها قرير العين كطفل رضع حتى الثماله وراح في غيبوبة قدسية نسى من خلالها كل آلام المعذبون في ألأرض وحاجة الشحاذين الى لحظاتٍ كهذه. تركته يمارس طقوسه الرجولية بهدوء وحنان أنثوي رقيق . وهو مغمض العينين الى جانبها همس بصوتٍ حالم ” هل تقبلين الزواج مني؟”. أطلقت تنهيدة إختلطت برائحة القمح وعبق أشجار التفاح المنتشرة في تلك البقعة….وقالت بصوت يشبه الهمس” سأكون أغبى إمراة في التاريخ إن لم أقل …نعم”.

– تمت –