أن فكرة إعلاء الأنظمة الاسلامية فوق القومية والتي يؤخذ على الأخيرة أن معضمها كان أنظمة دكتاتورية وقمعية لأنها لا تؤمن بالانتخابات الحرة ويحكم فيها النظام لمدة عقود كما أن بعضها أتى من خلال انقلابات عسكرية ,وهذه الفكرة أول ما فعلت أماتت القومية العربية في بعض الدول العربية مثل دول الخليج ولبنان وبعض دول المغرب العربي،في هذه البلدان وخصوصاً دول الخليج الست تقريباً ماتت القومية العربية بحجة إعلاء كلمة الاسلام ولكن لا نرى تطبيق الاسلام الصحيح فيها ،فعندما كان يتم الاعتداء على دولة عربية أو أساء الى العرب لا تراهم يخرجون في مظاهرات أو أي شيء من هذا القبيل على عكس دول مثل مصر والعراق وسوريا وغيرهم من الدول يخرجون في مظاهرات رافظة لما حصل وهم مازالوا على درجة إسلامهم أو إيمانهم ولذلك ترى هذه الشعوب مازالت شعوب ثورية لم تمت ثوريا .
لقد عملت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بعد احتلال فلسطين على إنهاء الدول العربية ذات الأنظمة القومية أكثر من الدول ذات الأنظمة الإسلامية لأن أكثر الدول ذات النظام الإسلامي تحالفت مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وهي ترتاح في التعامل معها أكثر من الدول القومية وهذه الدول ليس لها مواقف ضد الغرب على عكس الدول التي ذات أنظمة قومية التي اكثرها كان لها مواقف ضد دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بسبب دعمها الى الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين فحوصرت هذه الدول اقتصاديا وتعرضت الى عقوبات وضغوطات.
وإذا أخذنا مثال دول ذات نظام إسلامي المملكة العربية السعودية ودولة ذات نظام قومي العراق قبل الاحتلال , فمثلا أذا أخذنا العراق ومواقفه المدافعة عن والأمة العربية فالجيش العراقي قاتل دفاعا عن فلسطين في جنين وفي الجولان دفاعا عن سوريا ولولا انقلاب النظام السوري على الجيش العراقي لكانت حررت وفي تحرير سينا قاتل الجيش العراقي هنالك أيظا ودافع عن أرضه ودول الخليج أمام الهجوم الايراني في الثمانينات.للذلك عندما احتل العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفائهم أول قرار كان لهم هو حل الجيش العراقي .لكن أذا نظرنا الى نظام اسلامي مثل المملكة العربية السعودية ماذا فعل جيشها على مدى السنين بل على العكس تعتبر من أفضل الحلفاء للغرب والولايات المتحدة التي تدعم اسرائيل سياسيا وماليا وعسكريا. واذا نظرنا الى موقف أيران من الولايات المتحدة الامريكية فهو أكثر تطرفا وتهديدا لها من موقف النظام العراقي السابق (نظام صدام حسين) ولديها برنامج نووي علني وحاليا هي تهدد حلفائهم من دول الخليج وحتى أنها تحتل منذو زمن ثلاث جزر من دولة الامارات والولايات المتحدة الامريكية لاتحرك ساكن ولم تقم حتى بضربة جوية لمواقع الأنشطة النووية كما كانت تفعل مع العراق .
لكن ليس من مصلحة الولايات المتحدة الامريكية زوال نظام ايران الحالي ولاحتى اضعافه لان النظام الايراني حاليا سبب وجود القواعد الامريكية والأساطيل البحرية في مياه واراضي دول الخليج واذا زال هذا النظام زال السبب واليوم نرى عودة العلاقات الغربية والامريكية مع ايران وكأن هذه الشعارات كانت كذبة كبيرة من قبل ايران. بالاظافة الى ان الانظمة الاسلامية تتحدث عن وحدة اسلامية وهي شيء مستحيل الحدوث وبالتالي اضاعت الوحدة العربية ولم تحصل على وحدة اسلامية . بينما الانظمة القومية كانت تتحدث عن وحدة عربية وهي أمر ممكن الحصول .
و ابرز ما يؤخذ على الأحزاب الاسلامية أو الأنظمة الاسلامية أظافة الى دكتاتوريتها ,أنها دائما ما تحتفظ بمليشيات خارج أطار الأجهزة الأمنية للدولة فمثلا النظام السعودي يحتفظ بجماعات على شكل هيئة تسمى (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )ظاهرية عملها أنها تزعم الحفاظ على الدين لكن هي بالأصل تقمع الحريات في المملكة العربية السعودية للبقاء على النظام ,وأما ايران فهي تحتفظ بمليشيات الباسيج التي ظهرت للحفاظ على النظام عندما قامت الثورة الاصلاحية التي سميت بالثورة الخضراء أو الحركة الخضراء عام 2008وراينا عبر القنوات الفضائية او مواقع الأنترنت كيف قمعت المتظاهرين بأبشع الوسائل .واما حزب الله حتى بعد خروج الاحتلال الاسرائيلي من جنوب لبنان ابقى على جناحه المسلح والذي يعتبر اليوم على قائمة الأرهاب ويسيطر على الجنوب في لبنان .واما التيار الصدري في العراق حتى بعد دخوله الى الحياة السياسية وخروج الاحتلال الامريكي من العراق مازال محتفظ بمليشات جيش المهدي, وكذلك الحزب الاسلامي الذي يمثل الاخوان المسلمين في العراق لديه ميليشيا الجيش الاسلامي وحزب الدعوة بعد أن شددو معارضيه الخناق عليه أنشا ميليشيا حديثا تمسى جيش المختار وتحالف مع ميليشيا عصائب اهل الحق ليسند ظهره بها والمجلس الأعلى الاسلامي عندما انشقت عنه ميليشيات منظمة بدر انشأ ميليشيا طلائع الأسلام ,للذلك الأنظمة او الأحزاب الاسلامية لا تثق بالأجهزة الأمنية للدولة أو الجيش لأنها دائما تكون منحازة الى الشعوب .