23 ديسمبر، 2024 12:59 ص

بعدما ظللت الطريق,,
وجدت نفسي تائها في غابة الجحيم,,
كانت النيران تلتهم كل شيء,,,
الاشجار,,
والحجر,,
وجميع الكائنات التي تعيش في تلك الغابة الجحيمية,,,
والعجب,,ان كل شيء يحترق,,
يعود بعد برهة من الزمن ,,
لحالته الاولى,,
ثم يحترق من جديد,,,
كنت اشعر بالخوف والذعر ,,
كلما سمعت نباح الكلاب ,,
وكلما رأيت وحوش الغابة,,
من الاسود والذئاب والضباع والثعالب والخنازير والقردة ,,,ينهش بعضها بعض
كان الظلام قد عسعس في كل ارجاء الغابة,,
ظلام يجعلك ترتجف ,,كما يرتجف سعف النخيل امام اعصار الريح,,,
وكنت اينما وليت وجهي ,,
اجد وحشا ,,ضخما,,,يحاول افتراسي
وكنت اركض,,واركض
حتى عثرت على احدى المغارات ,,في الطرف الشمالي من الغابة ,,
وهناك ,,
كانت المفاجئة ,,,
في تلك المغارة ,,وجدت اناس ,,كنت اعرفهم في الدنيا,,عباد,,وزهاد,,,
يامرون بالمعروف,,وينهون عن المنكر
وكانت لهم وجاهة وقداسة كبرى بين الناس,,
وجدتهم ,,عرايا
وجوههم سوداء,,
وريحهم,,انتن من جيفة الكلاب
وقد اجتمعوا ,,على وليمة من لحم الخنزير,,
وعظام الكلاب,,,
وكان احدهم ,,,يسقيهم بول الحمير
في كؤوس من الطين الاسود ,,,
وكانت النار تلتهم رؤوسهم,,واجسادهم
حتى يصبحوا كالفحم المحترق,,
ثم يعودون لحالتهم الاولى ,,
وما ان وقع نظرهم على شخصي,,
حتى انقضوا على كاهلي,,محاولين نهشي باظافرهم الخشنة الطويلة ,,,

وبقدرة قادر ,,,استطعت الهرب من براثنهم,,
واثناء مسيري في الغابة رأيت مجموعة من النساء ,,حليقات الشعر,,,يرقصن حول بئر من الصديد الاحمر,,وفي كل دورة رقص ,,,يقمن برمي احدى الراقصات في البئر ,,
وهن ينشدن تراتيل شيطانية اشبه بترانيم السحرة ,,,عندما يستحضرون ارواح الجن والابالسة ,,,

وفي الجهة المقابلة رأيت رجالا معممين ,,,بعمائم سوداء وبيضاء ,,وهم يجلسون على منابر من نار ,,وحولهم تجمع الاف من الحمقى والسذج ,,,يتعلمون منهم فن السرقة والغش والاختباء ,,,

وما ان ادرت وجهي عنهم ,,,حتى صادفت مجموعة كبيرة من الشخصيات والواجهات الاجتماعية الكبرى ,,,وهم يتصارعون حول رغيف خبز واحد,,,كان يحترق بالنار ,,,
وقبل ان التفت ,,,واذا بوحش كاسر يهاجمني ,,ويحاول أكلي ,,,
حاولت الهرب,,,لكنه وبضربة واحدة اسقطني في الارض,,,
وقبل ان يضع مخالبه في جسدي ,,,
سمعت امي وهي تصرخ

“مهود مهود كوم اكعد من النوم “,,,,