22 نوفمبر، 2024 7:50 م
Search
Close this search box.

الحلقة السابعة والأربعون بعد المائة/147

الحلقة السابعة والأربعون بعد المائة/147

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
وقف الشهيد عبد الله كريم عبود الخزعلي، معارضا لنظام الطاغية المقبور صدام حسين، منذ إنفطر وعيه الإيماني بالله والشعب، مقياسا وجدانيا لإنتمائه لذاته، وهو لم يزل غضا ذا وعي رصين، مكنه من تخطي محدودية إمكاناته، الى بناء مشروع شخصي معارض.. نسيج وحده تميزا بين الشهداء.

تحلى الشهيد الخزعلي، برؤية واقعية، في تحدي الشيطان، مجاهدا نفسه أولا، بشجاعة فائقة، ومصطدما برموز الكفر، بطلا لا تثنى عزيمته.. كما لو تضاعف عمره آلاف السنين حكمة وصلابة، وتفجرت قواه البدنية، براكين وعي أجاد توظيفها في العمل المعارض للبعث وطاغيته…

خطوات علي

أعدم عبدالله وله من العمر أربعة وعشرين عاما، أي لم يبلغ من الرجولة سنواتها، لكنه يتوفر على زخم قوة إندفاع، في تحقيق منجز يقض مضاجع الظلمة وأعوانهم، في النجف.. مسقط رأسه التي رأى النور فيها، العام 1963 أماكثا بين أزقتها التي سبق ان شهدت خطى أبي الحسنين علي.. عليه السلام، ولم يزل على نهج آل البيت، يقول للباطل باطلا، ويواجه بالحق أولياء الطاغوت، ريثما تلاقفته أيدي البعثية الآثمة، ليستشهد في العام 1987، أعزب لم يقترن بشريكة إيمان في الدنيا، بينما حشد حوريات من “عسل وتين” ينتظرن روحه الطاهرة، التي حلقت الى عليين، بعد طول تعذيب فظيع، تلقاه، داخل ظلمات المعتقل.

أضاء الدياجير بمعجزة ثباته، حتى إنثنى معذبوه عيا عاجزا أمام موقفه!

مخيلة الشيطان

دهاليز أمن “النجف” سلمته الى سراديب الأمن العامة، تاركا عمله في الكسب الحلال.. تشله سياط التعذيب الألكترونية، بأحدث ما تصله مخيلة الشيطان، من إبتداع وسائل تعذيب، تورد خصيصا للأمن في العراق، من شركات تابعة لدول تدعي حكوماتها الرومانسية والجمال، صنعتها على قياسات تحفظ بطش صدام وتفرط بإنسانية العراقيين،…

أعدم الخزعلي شهيدا، يروي لملائكة السماء.. عند حوض “الكوثر” اللهيب الذي خلفه وراءه؛ ضيما تعرضت له عائلته، كما هو معروف عن محاصرة الشهداء من قبل التنظيمات الحزبية، ودوائر الأمن، ضيقا يدك منافذ الحياة من حول أهله ومعارفه و… الآخرين!

إذ عاش ذووه أضرارا مادية ومعنوية، لم تتح لهم الأعتراض على مرتكبيها، مسلمين الأمر لله، هو حسبهم، في ظل الجور البعثي على المعارضين وعموم الشعب، حتى وهم في القبور.. تنكيلا بذويهم.

رحم الله عبدالله كريم الخزعلي، وتقبل شفاعة محمد في من قضوا نحبهم على نهج سبطه الحسين.

أحدث المقالات