19 ديسمبر، 2024 2:07 ص

الحلبوسي في واشنطن ؟!

الحلبوسي في واشنطن ؟!

جاءت الزيارة التي يقوم بها رئيس مجلس النواب العراقي الى واشنطن في توقيت غاية في الاهمية من حيث الزمن والمكان ، حيثاجرى الحلبوسي جولة في أمريكا خلال الايام الماضية التقى فيها وزير الدفاع ووزير الخارجية الامريكي ورئيسة مجلي النواب ، وجرىخلال هذا اللقاء بحث ملفات مهمة مطروحة على ملف الزيارة أهمها السماح للعراق بإستيراد الطاقة الكهربائية والغاز من إيرانوالذي يكلف أكثر من مليار دولار سنوياً لمدة ثلاث سنوات ، وهي عمر حكومة ترامب، كما تأتي متزامنة مع ما تبقى من عمر حكومةعادل عبد المهدي، لهذا فأن طهران بأمس الحاجة لهذه الاموال في تقوية أقتصادها أمام الحصار الغربي عليها ، وفي المقابل سيكونملف رحيل القوات الامريكية مغلقاً وغير مطروحاً للنقاش، وسيبقى كما هو أو أكثر من ذلك وكل مشروع قرار سيطرح في هذا السياقسوف نقف ضده ويلغى ، الى جانب العقود المغرية لشركةأكسون موبيلفي النفط والطاقة والغاز ، ووفق مدد محدودة دونتمديد أو تلاعب بالمواعيد، وبهذه الطريقة سيكون العراق ثابتاً سياسياً وداخلياً ، وواشنطن ستؤجل معركتها الى قادم السنوات ، أماطهران فأنها ستكون ضامنة لموردها السنوي من العراق والعمل على تخفيف تلك العقوبات ، وتأجيل معركة المواجهة بين الطرفينالى الظروف المواتية لها او الى الانتخابات الامريكية القادمة

الولايات المتحدة ستعمد على أستغلال الحلبوسي كونه في نظرها يعد أهم القيادات السياسية السنية، لذلك تسعى من خلال هذااللقاء أن يكون ذو تأثير على شق أي أتفاق بين الفتح وسائرون على إخراج القوات الامريكية من العراق، وضمان عدم تأييد اخراجهم ،وبقاء قواعدهم المنتشرة في مناطق غرب العراق وخصوصاً الحدود العراقيةالسورية مقابل دعمهم سياسياً وأعلامياً وحمايتهم ،وإعادة التوازن لنفوذها السياسي بعد فشلها الذريع في إيصال العبادي الى رئاسة الحكومة ، والسعي الحثيث من أجل الحفاظ علىتواجدها العسكري في العراق ، وهي حسابات تتعلق بأمن إسرائيل ، ومحاصرة إيران وقطع أي تواصل مع محور المقاومة فيها

زيارة الحلبوسي الى طهران قبل زيارته الى واشنطن تعطي انطباعاً أن الوسيط يسعى لايجاد نقاط إلتقاء بين الطرفين ، في محاولةلتخفيف حدة التوتر وتهدئة الساحة العراقية لكي لا تكون ساحة صراع بينهما ، الى جانب إيجاد الارضية المناسبة في توفير فرصةالحوار وكسب حسنة تصب في سيرته الذاتية وهو أمر يعمل عليه الحلبوسي الشاب الذي تقلد منصب اكبر منه بكل المقاييس، لذلكفهو يسعى من خلال هذه الزيارة الى إيجاد نقاط الالتقاء بين واشنطن وظهران عراقياً ، وكسب ود أمريكا على المنظور البعيد وبناءستراتيجية سياسية معها في العراق ، وبما يخدم الطموحات والاهداف السنية في اي مشروع سياسي قادم

أحدث المقالات

أحدث المقالات