23 ديسمبر، 2024 3:08 م

الحكيم يزور الإخوان في عقر دارهم!

الحكيم يزور الإخوان في عقر دارهم!

هناك طرق مختلفة لإيصال ما تريد توصيله للشارع العربي، غير مؤتمرات المعارضة، وبيع وشراء الذمم لتشويه العملية السياسية، التي تقودها حكومة المكون الشيعي في العراق بعد (2003)، وبما أن هذا الوقت كان تأريخياً بكل ما حملته سنوات النظام العجاف، لكنها لم تكن كذلك، بنظر بعض القوى السياسية الوطنية المعتدلة، التي أرادت أن تطبق برنامجها السياسي، القائم على الرؤية، والمنهج، والمشروع العادل، حيث تسود العدالة، والعدل، والإعتدال في معادلة العراق الجديد، عليه حوربت هذه القوى، ومنعت من تطبيق بعض مبادراتها، ليس لشيء إلا لأنها لا تحمل في مشاريعها، إسم الطائفية، والمكون، والفئة، والمذهب.
مثال على ذلك عندما رد السيد عمار الحكيم عن سؤال عرض عليه، في إحدى قنوات مصر خلال زيارته الأخيرة، لجمهورية مصر العربية عرين (إخوان المسلمين)، عن الفرق بين الطائفة والطائفية، وإستشهد في إجابته من أن الطائفة نعمة وأن الطائفية نقمة، مستشرفاً ما ذكره الإمام المغيب السيد موسى الصدر، الذي دائماً ما كان يقول:(إن كثرة الطوائف هي منحة إلهية، لتعيش كباقة الورد) والعراق يمر بهذا التنوع، لينسج فسيفساء جميلة، رسمت ملامح قصة وطن إسمه العراق.
كان الحكيم ملفتاً للنظر في طرحه لقضايا متعددة، كالتقارب العراق السعودي الأخير، وتأثيراته في المنطقة العربية، بسبب ما تشهده من صراعات طائفية ومذهبية، شوهت صورة الإسلام، في حين أنه من المفترض أن يكون العرب، أصحاب دين واحد، ونبي واحد، وكتاب واحد، ومع ذلك نشهد هذا الاقتتال، ولكن السبب الحقيقي وراءه، هي تلك المساحة الطائفية السياسية، فالعرب دائما ما كانوا يداً واحدة، لمواجهة تحدياتهم فما الذي تغير الآن؟
الفكر التطرف الذي جاءنا من خلف الحدود، وغذته منابر الفتنة والتكفير من كلا الطرفين، والذين عميت أبصارهم وبصيرتهم، حتى وصلنا الى هذه المرحلة التي ستمر، ونتعلم منها الدروس حيث كانوا هؤلاء السكان، يعيشون جنباً الى جنب منذ آلاف السنين، كما في مصر الكنانة تجد الأقباط والمسلمون وطوائف أخرى، عاشت معاً منذ أزل العصور، فكيف يتم الفتك بهم؟!
زيارة الحكيم زعيم التحالف الوطني العراقي، في هذا الوقت بالتحديد، يأتي في إطار توسيع دائرة التقارب العراقي العربي، خاصة بعد ظهور بوادر الانتصار النهائي على داعش بإذنه تعالى، وإن العراق قدم تضحيات جسام نيابة عن الأمة، فبعد الإنتهاء تماماً منه، سيبحث الإرهاب عن ملجأ أخر ليعيد نشاطه المتطرف، لذا تقدم السيد عمار الحكيم بجملة من الإجراءات، والمعالجات على المستوى الوطني، والعربي، والدبلوماسي، والإقليمي لفرض معادلة جديدة في المنطقة، مع ضمانات مؤكدة بضرورة إحترام السيادة الوطنية لكل بلد، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
ختاماً: نحن اليوم بأمس الحاجة لهكذا خطوات، بإتجاه بناء الدول لخدمة شعوبها وليس العكس، وتجربة مصر الأخيرة وإنتصار العراق في تجربته الديمقراطية، كانت محط إعجاب الكثيرين، عليه يجب أن لا نعطي فرص للأعداء، لسحق فرحة الإنتصار ليس العراقي وحسب، بل الإنتصار العربي، على كل مكائد الإستكبار العالمي.