30 أكتوبر، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

الحكيم وميسان

ميسان المدينة التاريخية التي اخصها الله بخيرات لاتعد ولأتحصى, ولكن لم تحضي بمن يكون على قدر المسؤولية واستثمار هذه الخيرات في خدمة الانسان.
كانت هذه المدينة تعرف قبل عام 1976 بمحافظة العمارة, حيث ان موقعها الاستراتيجي من العراق يجعلها ذو اهميه اقتصادية  عالمية, تقع شرق البلاد على الحدود الإيرانية، عاصمتها العمارة الواقعة على دجلة، وثاني أكبر المدن هي المجر الكبير.
وتؤكد المصادر التاريخية بان ميسان كانت  دويلة جنوب بابل, وحكمها اكثر من ثلاثة وعشرون ملكا, خلال تلك الفترات التاريخية .
وميسان تعني مياه الاهوار والمستنقعات, ويقع فيها قبر النبي ( عزير) , وفيها ايضا قبر العبد الصالح عبدالله بن علي بن ابي طالب , وكثير من الاضرحة والاثار التاريخية  التي تعود لهذه المدينة عبر التاريخ.
وقد عانى سكانها كثيرا خلال الحرب الإيرانية العراقية، حيث كانت مسرحا رئيسيا للعمليات الحربية، وأيضا في الفترة اللاحقة بعد الانتفاضة  الشعبانيه   عام 1991, و عانت من اهمال متعمد من قبل النظام البائد من تجفف الاهوار وزراعة الالغام بصوره عشوائية  على الحدود مع ايران واهمال المدينة  من الخدمات والرعاية الصحية وانتشار الامية والفقر جراء السياسات التعسفية من قبل النظام المقبور.
وبعد الاحتلال الامريكي للعراق عام2003م خضعت المدينة للسيطرة البريطانية بصورة كاملة, وأصبحت مدينة العمارة مدينة شهيرة في الصحافة البريطانية بعد  مقاومة الاحتلال في صيف 2004.
ورغم ذلك بقت تلك المحافظة تعاني من الاهمال, سوى من قبل الحكومة المحلية او حكومة بغداد, ومن هنا لابد من الاشارة الى مبادة الحكيم .
الذي يؤكد على حقيقة ايجابية في بناء دولة المؤسسات والمواطن من خلال تنفيذ الصلاحيات الدستورية لكل محافظة, و مبادرته لتأهيل محافظة ميسان و تعويض أهاليها من جراء الممارسات الخاطئة للنظام البائد, واكد الحكيم لا يمكن اهمال هذه المدينة العائمة على بحر من البترول , و تبقى تعاني من انعدام الخدمات و أزمة  السكن وضعف الجانب التربوي وبقاء الحال على واقعة خصوصا  المدارس الطينية التي لا تتلاءم  مع تطورات  التي  يشهدها العالم .
 العائدات المالية الضخمة التي يمكن استخراجها واستثمار اربحها في تطوير الواقع الخدمي, والاقتصادي للمحافظة  التي ماتزال محصورة في بغداد تاركة المحافظة تعاني من الحرمان و الجهل”..
وخير دليل على ذلك ما تعرض اليه البلد وخصوصا محافظة ميسان من الامطار الغزيرة, والسيول التي جلبت معها كثير من مخلفات الحروب من الالغام, ولو تعاملت الجهات ذات العلاقة مع مبادرة الحكيم  بواقعة المنطق والدستورية القانونية لكان الوضع لا يخشى منه , ونكون بذلك انجزنا ما كنا نخشاه من وقوع الكوارث التي تهدد حياة المواطن.
وتتضمن المبادرة ثلاثة محاور اساسية, المحور الاول هو ازالة الالغام او مخلفات الحروب التي تعرضت اليها هذه المدينة, كونها زرعت بطريقة عشوائية مع الحدود الايرانية وعدم وجود خرائط بها مما يجعل الناس غرضة لتلك الكوارث.
والمحور الثاني هو استصلاح الاراضي الزراعية المتضررة نتيجة تجفيف الاهوار من قبل النظام البائد.
اما المحور الثالث استقطاع 15% من واردات نفط الجنوب ووضعها في صندوق خاص لتطوير المحافظة لا يتصل بمشروع البتر ودولار .
مبادرة تأهيل ميسان  جاءت وفق دراسة متلائمة تماما مع الدستور كونها تصب في خدمة المواطن في ميسان , وتعطي كل ذي حق حقه من المحافظات الجنوبية التي عانت كثيرا من ويلات النظام السابق”.
وعلى الحكومة المركزية ان تتعامل مع محافظ  ميسان ,بأكثر فعالية ومساندة في تفعيل اي مبادرة تخدم اهالي ميسان.
كونه الرجل المناسب والذي استحوذ على قلوب المواطنين في ميسان من خلال عمله ومعايشته هموم الناس كونه واحد منهم , وهكذا شخص على الحكومة دعمة بتفعيل مبادرة الحكيم, كونه لدية القدر بالتعامل مع محاور هذه المبادرة وفق الدستورية القانونية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات