لا يمكن نكران تفشي الجريمة وقطع الرقاب، وأفعال بشعة منحطة؛ ملازمة لأفعال بربرية، التي تصور أن الدين يفرض بالقوة والسيف، وأن القرآن جاء بآيات القتال والقتل، وتفسيرات لغايات منحرفة؛ حتى يطمس رأس الأمة، في وحل الذل والصراع والكراهية بين الأمم.
أخذت أفعال داعش والقاعدة، ومسميات حسب طبيعة الشعوب، تمتد وتجوب العالم بإسم الإسلام، وأضحت مكشوفة عن صراعات ازلية، معادية للرسالات السماوية، وتصادم بالواقع بعد ظهور الرسالة الإسلامية، وكانت كمجاميع لم تأمن به ديناً، لكنها تجلببت به خوفاً على مصالحها التجارية، وسراً لم تنقطع عن معاقرة الخمور واللعب مع الغانيات، ومعاشرة آكلات الأكباد.
تراكمت الافكار التي تدعو الى العودة للجاهلية والعصبية والعبودية، لتقيم لها مماليك وتؤلف كتب وشروحات، تركز على كيفية إقامة الحكم بالسيف، وتدعو لقتل المخالف، وإطاعة السلطان أن كان براً أو فاجراً؟! وأقيم على أثرها مؤسسات ومشايخ يعتاشون على الدماء وإرضاء الحاكم.
أستهلكت أموال الأمة، على ملايين الكتب والمدارس والحروب، وأمتهنت بنشر مفاهيم؛ سعادة الأمير يعني سعادة الأمة؛ حتى لو نام شعبها جياع وبلا مآوى، وعليهم حمل السيوف وهم حطب المعارك.
أوصدت الأمة أبوابها، عن ذكر التعريف بتاريخهم الحقيقي، ورسالة المحبة والسلام التي جاء بها دينهم، وأهملت المناسبات التي تتعلق بالرسول وآل بيته، حتى كتب التاريخ، بيد أشخاص لم يجالسوا الرسول الكريم ولم يضربوا سيفاً في معركة.
رب سائل يسأل وجاهل يستهزأ وأناني لا يفكر، وقولهم لماذا يُصر عمار الحكيم على إقامة المناسبات سنوياً، ولماذا يربطها بأحداث معاصرة، كأن يطلق على ولادة الزهراء( يوم المرأة العراقية)، ومسير سبايا عاشوراء؛ (محاربة العنف ضد المرأة)، وولادة الرسول الكريم (أسبوع المحبة)، ويُحيي عيد الغدير وولادات وإستشاهد أئمة ال البيت عليهم السلام، ولا ينسى الإنتفاضة الشعبانية ومظلومية الكورد الفيلية، ومروراً بأحداث تتعلق بشهداء ومظلوميات في التاريخ.
يستعرض الحكيم السيرة الكاملة للحدث، ويشرح بالتفصيل علاقة ذلك بالرسالة الإسلامية، التي تدعو للسلام، وآليات المعالجات السياسية والفكرية، ومحاربة الإنحرافات وما هي الدوافع التي تقف خلفها، شعوراً منه بالمسؤولية التاريخية والسياسية، ومتطلبات إعادة قراءة التاريخ بعين الواقع، وخطورة المرحلة، والمسار الذي تتجه له الأمة.
يحتاج التاريخ الى الوقوف كثيراً، وإعادة القراءة المستفيضة، وعلى المكلف أن يكون حاملاً ومبلغاً، وإذا دعت الضرورة مدافعاً.
خطر التطرف يداهم وجود الأمة، ويُعد العراق محور يفصل بين الأفتراق والإجتماع، وعُد لذلك كتب ومؤلفات ومدارس، تحارب مسار التصحيح، بأموال الأمة، التي أنفقت لقتل أبناءها، وهدر ثرواتها، ودفعها للتخلف والعصبية والجاهلية، لذا صار واجب التصدي؛ ضرورة لا يمكن تجاوزها، وقد أصبح الخطر يعصف يالحاضر، ويهدم الماضي، ويقرأ التاريخ بلغة الإنحراف، ومن هنا وجب إعادة قراءة التاريخ.