الشعار الذي رفعه الحكيم ومجلسه (نحن حسينيون ما بقينا ) إيذاناً في بدء شهر محرم الحرام وهي المناسبة السنوية لاستذكار شهادة أبي الأحرار وغريب الدار ، وسليل الأطهار أبا عبدالله الحسين (ع) .
هذا الشعار أثار تساؤلات كثيرة لماذا حسينيون ؟ ولماذا يرفع ، هل يحتاج إلى رفعه لنقول بأننا ننتمي إلى الإمام الحسين (ع) ؟
بالتأكيد هذه الأسئلة ربما تثار من هنا او هناك من الصديق ومن يختلف في الرؤى والموقف .
بالتأكيد الإمام الحسين ليس حكراً لأحد ، وهو ملك للبشرية جمعاء ، لأنه أعطى للإنسانية درسا في الحرية والثبات على الموقف، وقدم نفسه فداء للأجيال، ويكون بذلك رمزاً للتحرر .
الإمام الحسين عقيدة كبيرة ، ولا تكفي هذه الأسطر الفقيرة إمام عظمة أبي الأحرار .
في قراءه بسيطة لعائلة آل الحكيم نجد ان هناك علاقة بين العزاءات الحسينية وبينهم ، فهم أبناء مدينة العلم ، وهم أحفاد ذلك الإمام العالم الكبير محسن الحكيم ، فلا غرابة في أحياءهم لشعائر الإمام الحسين (ع) ، أذ عبر عن هذه التظاهرة زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم(رض) ان أعظم مافي هذه التظاهرة الفريدة انها خلقت شعورا جماهيريا للمواطنة بروح الدين بعيدا عن وعود السياسيين الترويجية الفئوية وشعارات المزايدات الانتخابية الخداعة .
الحكيم بدء مسيرته مع زوار الإمام الحسين (ع) بدءً من البصرة ، وهو يسير مع زوار ابي الأحرار (ع) غير مكترثاُ بخوفاً خصوصاً ونحن نعيش الوضع السياسي والأمني البائس من قتل واغتيالات وتفجير .
القائد الحقيقي الذي يتعلم من الحسين كيف يقترب من أمته لينال محبتها ، ويتقرب من الناس لا لغاية تذكر سوى ان يكون في ارقب نقطة دالة مع الجمهور ليكون على صلة وثيقة ومعرفة بالحياة الاجتماعية للشعب ، حتى يتمكن من معرفة واقع الحال الذي تفرضه الحياة على الشعب ، وتمكنه من رسم خارطة سياسية تعمل من خلال برنامج سياسي معلن ومتكامل لحل الأزمات التي تعصف بالبلاد .
من هنا انطلق لأقرأ أن الحكيم لم يكن يسعى إلى غاية انتخابية ، وكنا ذكرنا سابقاً ان هذا ديدنهم وتاريخهم ، فليس بجديد ولا غريب على ارث العلم والتضحية والجهاد ، فمازال لليوم يذكر الإمام الحكيم في مجالس العشائر ، ودواوينهم ، وكلما مر الحكيم على عزاء في طريق الحسين ، تذكروا الأمام الحكيم (قدس) .
الحكيم تجرّد بسيره إلى كربلاء من ثوبه السياسي ليسير مع زوار أبي الأحرار لتجديد العهد والولاء المطلق ، لتبقى راية حسينيون ما بقينا مصداق حقيقي وتعبير صادق عن هذا الحب للإمام الحسين بلا تزلف أو رتوش .
————
يالها من نكتة ثمنها دماء الابرياء في العراق – انكيدو محمد
في هذا اليوم وفي خضم اعراس الدم التي تقام مع كل عرس انتخابي في العراق سمعنا تصريح لاحد المعممين الشباب الذي يقود كتلة كبيرة في البرلمان تقلد اعضاءها مناصب رفيعة في الدولة العراقية الديمقراطية منذ عام 2003 وساهموا بجزء كبير من هذا الخراب الذي نحياه يقول فيه (هناك من يصل الى المواقع الحساسة في المؤسسة العسكرية او المدنية بأدوات فاسدة وبإغراءات مالية ؛ ولأنه وصل بطريق فاسد فانه يمارس الفساد ويكون سببا في تردي واقعنا الامني) ويبدوا ان الصبيان في الشوارع الذين يعرفون هذا منذ سنوات لم يخبروا مولانا بهذه الظاهرة الخطيرة التي حصدت الالاف من الابرياء الا قبل اربعة اشهر من الانتخابات ويتناسى حفيد الرسول الاكرم المئات من ضباطه ((الدمج )) الموهوبين ذوي الرتب العالية الذين يحتلون مواقع حساسة جدا في المؤسسة العسكرية والامنية وجهاز الاستخبارات وبلا اي خلفية علمية او مهنية في هذا المجال وخيرهم كان نائب ضابط او نائب عريف هارب او اسير خلال الحرب العراقية الايرانية (1980—1988) . ومولانا في كل لقاءاته الجماهيرية مع المستضعفين بأسف لتدهور الوضع الامني وسقوط الضحايا بسبب الارهاب ولطالما اتهم الاجندات الخارجية وضعف اجهزة الاستخبارات بهذه القضية وليس الفساد الذي ينخر الدولة العراقية من الشمال (او من كردستان العراق لان العراق الديمقراطي دولة بلا شمال )الى الجنوب وفي احيان كثيرة عرض ممثلوه في خطب الجمعة ان تتولى ميليشياتهم التي حلت!! الملف امني لتنظيف العراق من الارهاب وبعدها تسلمه للأجهزة الامنية الرسمية المليونية سالما معافى كما ولدته امه. السيد الشاب قبل كل انتخابات برلمانية يستقبل وفودا عشائرية ويدعوهم لحث اتباعهم للمشاركة في الانتخابات بكثافة من اجل (احداث التغيير )ويقدم نفسه لهم على انه (بطل التغيير ) وبما ان مولانا سيد عمامته سوداء فان وعده لهم سيف بان يجعل العراق مثل الامارات وبانه سوف يكون ( زايد العراق ) .. وبعد ان يملا شيوخ العشائر جيوبهم وبطونهم راضين او مرغمين سيرسلهم مولانا لشباك ابو الفضل العباس ((ع )) ليقسوا بالمبايعة له اي (( انتخابه )) هو لا غيره.. وحينما تنتهي الانتخابات سيكتشفون ان السيد قد وفى بوعده وكفى وان هناك تغييرا هائلا قد حصل ولكن نحو ((الأسوأ)) والحديث النبوي الشريف يقول ( المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين ) وهناك مثل مصري يقول ( التكرار يعلم ال ) و يالها من نكته خامس نظام سياسي ديمقراطي فاسد في العالم مدجج بالمليشيات والمليارات المنهوبة يجري (( انتخابات حرة نزيهة )) بالعراق بإدارته وتحت اشرافه ..