19 مايو، 2024 11:44 م
Search
Close this search box.

الحكيم …وخياراته الصعبة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا شك ان العراق بعد 2003 عاش مرحلة الانفتاح غير المنضبط بعد عقود من الديكتاتورية ، لم تستطع نظمه التشريعية والتنفيذية من ان ترسي قواعد المواطنة وترسخ العدالة الاجتماعية بين اطيافه مما فتح الباب واسعا امام آفة الفساد في ان تنخر في عضد الدولة العراقية ساعدها في ذلك الاداء الغير موفق للحكومات السابقة التي كانت الازمات والفساد المالي وعدم الاستقرار السياسي هي السمة الابرز في ادائها .
لست بصدد تقييم الاداء الحكومي السابق والحالي بقدر ما اردت ان اسلط الضوء على ابرز قادة مرحلة ما بعد الديكتاتورية الا وهو السيد عمار الحكيم وتياره  .
لنستعرض بعض معطيات المرحلة السابقة وماهي خيارات هذا الرجل فيها:
حينما اجتمع الجميع على دعم من شكل الحكومة السابقة بعد سيل من التنازلات ، كان بامكان السيد عمار الحكيم ان يشترك بالحكومة ويكسب ود رئيسها ومن يقف خلفه ، الا انه اختار ان لا يشترك ويقف اربع اعوام في المعارضة لانه اشر فشل هذه التركيبة ، ماذا حصل بعد ذلك؟ حصل ان استيقظ العراق على بحر من الازمات وعلى خزينة خاوية وعلى ضياع ثلث العراق فهل كان السيد عمار شريكا لهذه الاعوام البائسة !!!.
حينما اصدرت المرجعية الدينية فتواها بالجهاد الكفائي ، وبعد ان فشلت اجهزة الدولة في استقطاب اعداد المتطوعين الهائلة ، انبرى القادة في تاسيس الفصائل المسلحة تحت مسمى الحشد الشعبي ، كان بامكان السيد عمار – وبعد ان شكل من جمهورهه ستة فصائل ضمت عشرات الالوية  لم ينافسه في العدد الا بدر – كان بامكانه ان  يعلن نفسه قائداً للحراك العسكري المقدس وهو على دراية تامة من انه سيكسب تعاطف طيف واسع من الجمهور العراقي مثلما فعل الاخرون ، ماذا فعل ؟
اختار ان يعمل بصمت ويقاتل بصمت ولم يعلن عن فصائله حتى انه اتُهم بالتخلي عن الزحف من قبل اخوته “محترفي التسقيط” ، سعيا منه في تدعيم اسس الدولة واعادة هيبتها.
حينما اراد السيد المالكي القضاء على الحراك الغربي الذي تفاقم بعد خطاباته النارية التي دغدغت مشاعر جمهور وسط وجنوب العراق ، كان بامكان السيد عمار ان يساند مساعي التأزيم ويكسب ود طيف واسع من ضحايا الماكنة الاعلامية الضخمة التي يمتلكها السيد المالكي .
ما هو خيار السيد عمار ؟
اختار ان يطلق مبادرة سماها انبارنا الصامدة لحلحلة الاختناق سلمياً ومن دون خسائر  الا ان الحكومة رفضتها وبعدها ضاعفتها  على طاولة المفاوضات ثم ضاعفت ما تضمنته من انفاقات اضعافاً مضاعفة في تحرير المدن المحتلة .

ارى ان الخيارات الصعبة التي يميل اليها السيد عمار الحكيم هي خيارات غير مفهومة في العاجل لكنها ناجعة في الآجل وبالتالي فهي خيار ستراتيحي ينعم به ذوي الرؤية والتخطيط وهي سمة من سمات رجال الدولة الذين هم اكثر من يُظلمون في معركة المكاسب الآنية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب