19 ديسمبر، 2024 1:47 ص

الحكيم وخط التماس؟!!

الحكيم وخط التماس؟!!

يقول القائد الصيني سون تزو : من يحضر اولا في ميدان المعركة وينتظر قدوم العدو, سوف يكون مستعدا  للحرب ؛ اما الذي  يأتي تاليا فسيضطر ان يسرع الي الميدان وسيصل متعبا…
نعم عندما يكون القائد حاضراً بين جنوده ، فالتأكيد قد حسم المعركة لصالح جنوده وقواته ، وعندما ينظر الجنود لقائدهم وهو في خط التماس مع العدو بالتأكيد سيكون هناك دفع معنوي واستنهاض للهمم من احل تحقيق النصر السريع وبأقل الخسائر .
الحكيم كان هناك بين جنوده وهو يتسلق سلالم الشرف والعزيمة والهمة ، ويتفقد هذا ويسال عن ذلك ، ورغم شدة الموقف والخطورة والتي يحس من يرافقه ونحن نسمع أصوات من بجانبه “لا سيدنا كافي ” فالوضع خطير ، وهنا يؤكد الحكيم “نشوف بالناظور ” وفعلا يتفقد وينظر الى عدوه بالناظور ليكون في نقطة التماس المباشرة مع داعش في تكريت .
الحكيم سجل حضوراً لافتاً عند هذه النقطة ، وأكسب الموقف شحناً للهمم بين أفراد قوات الجيش والحشد الشعبي المرابطين هناك ، كما انه اختار التوقيت المناسب في الوصول والوقوف على نقاش التماس المباشرة مع العدو الداعشي في تكريت والتي تعتبر المحطة الاخيرة في قاطع صلاح الدين حيث اعلان تحرير المحافظة بالكامل من سيطرة داعش قريباً.
الحكيم الذي زار القطعات المتمركزة هناك اكثر من مرة ، ووصل الى نقاط حساسة جداً في المواجهة ، اذ لم نرى قادة العراق الجديد وهم يشاركون ابناءهم الروح البطولية وهم يدكون رؤوس الدواعش بالصواريخ وينازلون الارهاب الداعشي الذي يلفظ انفاسه الاخيرة في مسقط راس البعث ورجاله .
الحكيم الذي يقود سرايا عاشوراء والعقيدة والجهاد والبناء وألوية الامام علي ، وغيرها من ألوية متوزعة على مختلف الجبهات في شمال بغداد ، وجنوبه وجرف النصر وشمال بلد وسامراء ، وغيرها من مناطق القتال ، وهم يسطرون اروع ملاحم التضحية  ويتنافسون من اجل تقديم انفسهم من اجل تحرير الاراضي المغتصبة من داعش تلبية لنداء المرجعية الدينية في التصدي للزحف السرطاني الداعشي في مدن البلاد كافة .
اليوم ومع التقارير التي تشير ان هناك انتصاراً نوعيا في محافظة صلاح الدين ، وان هزيمة داعش مجرد مسألة ساعات ليس الا ، يجب على قادة البلاد ان يكونوا حاضرين في ساحات المنازلة لان الرجال بأفعالها على الارض وليس مجرد شعارات تطلق هنا او هناك كما يجب على ابطال الجيش العراقي وبمساندة الحشد الشعبي التحلي بالصبر وبالإلتزام والإنضباط والمسؤوليةالأخلاقية خصوصاً توصيات المرجعية الدينية ذات العشرين بنداً والتي تعتبر خارطة الطريق للتعامل العسكري في ساحات القتال ، كما يجب التحلي بروح الأخلاق العالية مع اهالي المناطق المحررة وذلك لأشعارهم باننا اخوة في الدين والوطن . كما يجب على الاقلام المثقفة التحلي بخطاب الاعتدال والابتعاد عن الخطاب الطائفي واستبداله بالخطاب الذي يؤكد على اللُحمة الوطنية التي لابديل لنا عنها، لان الإنتصار الحقيقي ليس طرد داعش فقط وانما بل بمد جسور الثقة بين جميع المكونات وهذا بحد ذاته رسالة طمأنة لجميع المكونات في التعايش السلمي والذي هو قدرنا ويجب ان نتعايش مع هذا القدر لأن جميع العراقيين باختلاف مذاهبهم قد لبوا نداء الوطن مضحين بالغالي والنفيس في سبيله وذابوا في بوتقة الدفاع عن الارض والمقدسات وطرد الارهاب من ارض العراق وللأبد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات