18 ديسمبر، 2024 9:42 م

إن المتتبع لخطابات وتصريحات ومواقف بعض القادة السياسيين، سيجد فيها لغة التجريح والتشنج لطائفة او مكون دون آخر، حتى تسلط عليه الأضواء ويكون الاول في الساحة، وتزداد لقاءاته، وظهوره الإعلامي وتستضيفهم بعض القنوات التي تكون برامجهم السياسية ساخنة، ومهمتها تأجيج الوضع والعيش على النعرات الطائفية، وقد نتج عن هذه الخطابات صراعات وتصعيد سياسي، وتراشق التهم بين الأحزاب ومؤيديها، ونلاحظ في هذه الفترة فقدان الخطاب المعتدل والمتزن من قبل بعض السياسين، ونحن في وقت حرج جدا نحتاج فيه إلى تصريحات وخطابات هادئه خالية من التعصب والإرتجال والتي تكون ذات طابع طائفي، يؤزم الوضع ويفرق بين أبناء الوطن الواحد.
اما اذا تكلمنا عن خطابات عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني، لاتضحَ أنها تتميز بالهدوء والاتزان والحكمة في شخصنة المشاكل ووضع الحلول لها، وأنه إذا ذكر شخصاً او جهة سياسية فأنه يقدم لها كل الاحترام والتقدير، وعندما يذكر محافظة أو طائفة من وطننا فيخاطبهم كأخوته ولايقرب احد على احد فيتعامل معهم على درجة واحدة لأنهم أبناء وطنه، وسوف نذكر مقتطفات من خطاباته ونبدأ من أخوتنا السنة في المحافظات الغربية والمناطق المحررة ،فيقول لهم يا إخوتي واخواتي أبناء المناطق المحرَّرة : تتذكرونَ (أنبارُنا الصامدة).نعم، فنحنُ اخوتكم في تيار الحكمةِ نؤمنُ بأنبارنا الصامدة، وموصلنا المنتصِرَةِ وصلاح الدين، المحررة وكركوكنا رمز العراق الموحد وتنوعه، وأُخوَّتِه الكردية العربية التركمانية،و ديالى لقد عُدتُم للعراق وعادَ العراقُ إليكم، وانكسرت شوكةُ الباطلِ والارهابِ والتكفير، وسقطت اقنعةُ الشياطين وأنكشفت اكاذيبهم، فلم تخلِّف خرافتُهم إلا سبايا وضحايا ودماراً ودماء، ويا أبناء كردستان العزيزة، أنتم أبناءُ العراق العظيم، أنتم نسمةُ شمال هذا الوطن، يا أبناءَ أربيل والسليمانية ودهوك، يا أبناء حلبجةَ والأنفال، يا أصدقاءَ الجبالِ ورفاقَ درب الثورةِ والنضال، إنَّ الحقوقَ لا تسقُطُ بالتقادم، وحقكم في هذا الوطنِ متساوٍ معَ حقوقِ إخوتكم في الوطنية العراقية، ويا أبناءَ دجلةَ والفرات، يا ابناءَ بغدادَ السلامِ والبصرةِ الفيحاءَ وميسانَ الشموخِ وذي قارَ الجهاد ..
يا أبناءَ المثنى الثائرةِ والديوانيةِ العامرةِ وواسط الكرمِ وبابلَ الحضارةِ وكربلاءَ الإباءِ ونجفَ الشرف، يا رجالَ الغيرةِ والحميَّةِ، يا أبناءَ المضايفِ والعشائِرِ الأصيلة.
فهذا خطاب الوطن الذي يشعر الجميع بالطمأنينة والاستقرار المجتمعي والسياسي لبناء دولة قوية ومتماسكة ويشترك فيها أبناء الوطن.
وندعو جميع القادة السياسين ان يكون خطابهم بنّاءً ومعتدلاً وتفوح منه رائحة الوطنية والاخوة بين اطيافه ومناطقه حتى نزرع في نفوس أطفالنا روح المواطنة والتعاون لنبني بلدنا بأيدينا ولاتفرقنا يد الاٍرهاب ومن يقف معه.