23 نوفمبر، 2024 7:27 ص
Search
Close this search box.

الحكيم وحكاية بيع الاحلام

الحكيم وحكاية بيع الاحلام

مع اقتراب الانتخابات تقترب الدعاية التي لا اعتراض عليها لكن شريطة ان تكون مشروعة ودون ان تستعين بالحيل والاكاذيب المضللة والترغيب بكذا وكذا دون فعل ملموس ، لكن مكمن المشكلة التي نعانيها هي ان بعض الكتل وقادتها لم يشفوا بعد من امراضهم التي تتفاقم كلما اقتربت الانتخابات ، وتلك الامراض تكمن في تكرار نغمة الوعود الكاذبة واقامة المشاريع الوهمية التي لم ينفذ منها شيئا يذكر ومع ذلك تعاد مع كل دورة انتخابية ، وهذا ما يجعلنا نتحدث بلغة الواثق ان ايا من هذه المشاريع سوف لن تأخذ طريقها الى التنفيذ لانها مجرد وعود زائفة اعتدنا سماعها والسخرية منها في سرنا والادهى من ذلك ان الساسة انفسهم بائعو الاحلام يعلمون جيدا ان الناس لا تصدق ما يقولونه ، لكن ربما انهم يجرون وراء المثل القائل ( كذب كذب حتى تصدق نفسك) لان الناس لن تصدق شيئا اختبروا كذبه قبل ذلك .

ان النغمة المكرورة والوعود الكاذبة هي ما تتردد على لسان عمار الحكيم ، فالجميع سمع منه في الدورات السابقة ومع ان زمام الامور كانت بيده مشاريع مثل حملة اعمار ميسان وبناء بوابة بابل وغيرها من المشاريع التي ظلت مجرد احلام تباع في سوق الدعاية الرخيصة مع تغيير طفيف في بعض المفردات الخادعة التي لن تنطلي على المجتمع العراقي والذي يراهن الجميع على سذاجته ، ولا ندري من اين جاءت تلك الرؤية حول هذا المجتمع الواعي والذي اصبحت السياسة مكشوفة عنده خصوصا وان الشعب العراقي معروف بمتابعة مجريات الاحداث السياسية بدءا من النخب الثقافية نزولا عند المواطن البسيط وربات البيوت ، ولذلك فان الكذب السياسي مفضوح بالنسبة له ، واذا كان عمار الحكيم ظل يراهن على احتضانه من قبل الشعب العراقي بعد سقوط صدام ، معتبرا ذلك  بمثابة السذاجة فان ذلك وهم من اوهامه الكبيرة ، لان المجتمع العراقي في ذلك الوقت كان يراهن على استنبات الوعي الديني في ارضيته وال الحكيم اسرة دينية مرموقة وهذا ما حدا بالشعب لهذا النوع من الاحتضان ، لكن بعد ان ادرك زيف عمار الحكيم وانعدام وطنيته وتأجيجه للوعي الطائفي لمصالح خارجية ارضاء لنزقه السياسي ، فانه لم يعد يحظى بذلك الاحتضان ، وعليه ان يسأل عيونه لو كانت تتمتع بالصدق لاصيب بنكبة ولاكتشف الهوة السحيقة التي وصل اليها باوهامه ووعوده الكاذبة .
حكاية عمار الحكيم هذه تذكرنا بحكاية بابا نويل التي نشاهدها في الافلام الاجنبية وافلام الكارتون مع فارق ان الحكاية الثانية تحمل مبررات كثيرة ، حكاية بابا نويل المعروفة تبدأ مع مواسم الاعياد حيث يخبر الاباء ابناءهم عن شخص كبير في السن جميل الطلة يلبي اماني الاطفال ويمنحهم هدايا يجدونها قرب اسرتهم عند النوم ، وعندما يهجع الطفل بعد ان يخبر الاباء عن امنيته ونوع الهدية التي يريد وعندما يستفيق يجد الهدية موجودة قرب سريرة فيعلم ان امنيته ستتحقق فيعمل عليها من خلال اجتهاد دراسي او ماشابه ذلك ، في هذه الحكاية ثمة تحفيز للطفل في تنمية قدراته كأن يكون مخترعا او اديبا وما الى ذلك والوسيط هو بابا نويل الذي سيكتشف الابناء فيما بعد انه اختراع ذكي من ذويهم ، لذلك فانهم يحافظون على هذه الحكاية لمردودها المعنوي وجدواها على المستوى الثقافي والاقتصادي الذي – لا نريد ان نقف على تشريحاته – ، لكن ما يهمنا هو القول ان حكاية بيع الاحلام هنا تكتسب شرفها من شرف اهدافها لذلك يجب الحفاظ عليها ، لكن حكاية عمار الحكيم لا تتمتع بهذه  الصفات وان اهدافها دعائية فارغة كما اشرنا في البداية ولذلك يجب ان تهمل وان تحاط بالنسيان لانها الحكاية التي ستذكرنا بمأساة اسمها عمار الحكيم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات