22 نوفمبر، 2024 10:44 م
Search
Close this search box.

الحكيم وثقافة الاعتذار

الحكيم وثقافة الاعتذار

انتهت انتخابات  مجالس  المحافظات  باستثناء  الانبار ونينوى  , وجائت نتائج  كتلة المواطن رقما غير  متوقعا  ومنافسا قويا  اربك حسابات بعض  السياسيين العراقيين .
مؤيدوا كتلة المواطن ارجعوا هذا التقدم في  النتائج الى  ما طرحوه من مشروع خدمي  واضح لكل  محافظة وان شعارهم ( نبنيها سوه) يعني المرحلة الايجابية في  العمل  السياسي في  العراق  من خلال  التعاون مع الفائزين   جميعا لتحقيق طموح الناخب في  الحصول على الخدمات التي  هي  متردية ولا تتناسب  مع ميزانية العراق  الانفجارية .
بينما  يعتقد انصار الكتل  الاخرى ان التقدم  يرجع الى تدني  نسبة الناخبين  في  هذه المحافظات بحيث  لم يتجاوز 50% من العدد الكلي  , مهما تكن الاراء  , الا ان اعتقادي  ان احد اهم الاسباب  التي  دفعت الناخب  الى التصويت لكتلة المواطن يعود الى  نقطتين مهمتين ذكرها السيد عمار الحكيم  من خلال جولته الانتخابية التي انطلقت من البصرة عاصمة العراق  الاقتصادية  , مرورا بميسان والناصرية والسماوة والديوانية والنجف وكربلاء والكوت وبابل والتي  ختمها في  بغداد ( النهوض والامل) .
النقطة الاولى  : هي  الاعتذار للجماهير عن التقصير السابق .
النقطة الثانية : هي اعلان المسؤولية الكاملة عن المرشحين والمتابعة والمحاسبة .
الاعتذار  قضية مهمة جدا , ولاول  مرة في تاريخ العراق  السياسي  يسمع المواطن اعتذار من جهة سياسية عن التقصير السابق , الساسه في العراق منذ عام 2003  ولحد الان يرفضون الاعتراف  بالاخطاء القاتلة التي دمرت العراق  وشعبه , بل  انهم  علقوا اخطاء المرحلة السابقة  على شماعات كثيرة منها  البعثية  والارهاب  والوهابية  ,  نعم هذه المسميات العفنة لها تأثير لكن ليس كل  التأثير , ونسوا شراهتهم في الفرهود واللصوصية والمحاصصة الحزبية  والطائفية , ونسوا ان الارهاب  والفساد الاداري  والمالي وحدة واحدة متكاملة , لا فرق  بين ارهابي  وبين فاسد حكومي , الاثنان يعملان على  تدمير الدولة  وضرب اهم عنصر في الدولة  الذي  هو المواطن ( الشعب ).
ثقافة الاعتذار التي اطلقها السيد عمار الحكيم  من البصرة الى بغداد تبدو انها ستكون سياسة المرحلة الجديدة للمجلس الاعلى , وسياسة الاعتذار يجب ان يكملها سياسة معاقبة المقصرين في مجالس المحافظات الفائزين المحسوبين على  كتلة المواطن , نعم  الاعتذار مهم لكنه بدون معاقبة المقصرين يعني كلاما للاستهلاك المحلي  خصوصا الانتخابي . وحتى لا يصبح خطاب  الاعتذار مجرد كلام استهلاكي , طرح الحكيم , النقطة الثانية , وهي اعلان المسؤولية الكاملة عن مرشيحي  كتلة المواطن , مسؤولية المتابعة  والمحاسبة  , لكن السؤال  المطروح  هو  ماهية الالية في المتابعة  والمحاسبة  ؟ وما هو دور الجمهور الناخب في  هذه المتابعة  والمحاسبة  ؟
مصدر مقرب  من مكتب  سماحة عمار الحكيم  رفض الكشف  عن هويته  اجاب  بالقول  ( القيادة تطرح  المبادرة بشكل عام وتبقى  التفاصيل  سوف  تطرح  قريبا , المؤسسات الموجودة في  تشكيلات المجلس  تملك  مشروعا متكاملا  في المتابعة والمحاسبة).
مهما تكن قدرة هذه المؤسسات في  انجاز عملها في  المتابعة والمحاسبة , سواء الثواب  والعقاب  , تبقى ناقصة الفعالية بدون  الاتصال  المباشر بين القيادة والجماهير  , هذا الاتصال  والذي  عن طريقة يستطيع المواطن  ارسال رأ يه الى السيد عمار الحكيم  مباشرة , الاتصال  المباشر بين القيادة والجمهور سوف يساهم في  معالجة الكثير من الاخطاء  التي  يرتكبها المحسوبون على السيد عمار . وفي  نفس  الوقت هو اتصال  كاشف للمرحلة القادمة ومساهم في  وضع الخطط الناجحة للمستقبل.
عليه  يجب ان يكون  الجمهور جزءا من الية المتابعة والمحاسبة , لان الجمهور هو الذي  انتخب المرشحين واعطاهم الوكالة  القانونية في  العمل من اجل مصالحهم في  المحافظات بشكل خاص  والعراق  بشكل عام , لكن كيف  يكون  المواطن  جزءا  من الية المتابعة , كيف  يتحقق  الاتصال  المباشر بين المواطن والسيد عمار الحكيم ؟
لاشك ان المقابلات اليومية  بين الحكيم والجماهير هي  احدى وسائل الاتصال  المباشر المهمة لكنها من الناحية العملية غير قادرة على ان تكون وسيلة ناجعة في الية المتابعة والمشاركة الجماهيرية من حيث  المكان والزمان , بالتالي  لابد من ايجاد وسيلة الاتصال عن طريق الايميل والرسائل  الالكترونية بحيث ينشر السيد عمار  عنوانا الكترونيا خاصا  لغرض التواصل المباشر ,  من خلال  هذا العنوان يستطيع المواطن ارسال مشاركته في  المتابعة لاعضاء  مجلس المحافظة , التواصل المباشر لتقييم نشاط اعضاء مجلس  المحافظات من كتلة المواطن . ربما يقول قائل ” حتى لو وصلت هذه الرسائل من المواطنين ماهو الضمان بان المسؤول على هذا العنوان البريدي الالكتروني  سوف  يقوم بتقديمها للسيد عمار الحكيم خصوصا اذا كانت احدى الرسائل  تتعلق باحد اقاربه او اصدقائه ” ؟
وربما يقول اخر ” ماذا عن المواطن الذي  لايملك او يعرف كيفية استخدام الحاسوب والايميل ؟”
اسئلة مهمة  جدا  ,وهذه احدى مساوئ وسيلة الاتصال  المباشر بين القيادة والجماهير عن طريق البريد اللاكتروني , لكن محاسن هذه الوسيلة اكثر بكثير من مساوئها , ويمكن تجاوز التقصير المتعمد من المسؤول  عن العنوان البريدي من خلال تسليم هذا الملف  الى جهة محايدة  تقوم بقراءة هذه الرسائل وتصنيفها حسب الاهمية وارسالها الى السيد عمار مباشرة لاتخاذ الاجراءات اللازمة .
النقطة المهمة هنا,  ان ثقافة الاعتذار التي  اطلقها السيد عمار هي ليست وسيلة للكسب الانتخابي لكنها ثقافة حقيقية  اعتقد جازما هي  التزام اخلاقي وديني وسياسي التزم به وسار عليه  عمار الحكيم  منذ عام 2009 وحتى الان ,  انها الخطوات الصحيحة في  الاتجاه الصحيح الذي  كتبنا عنه قبل اكثر من عام ( عمار الحكيم خطوات في  الاتجاه الصحيح) وهذا الاتجاه الصحيح سوف يتكشف اكثر في  الانتخابات البرلمانية القادمة حيث ستكون نتائج الانتخابات افضل بكثير لكتلة المواطن من نتائج مجالس  المحافظات بشرط ان لا يصيب بعض  المقربين من قيادة الكتلة الغرور وبشرط ان يعمل اعضاء مجالس المحافظات بطاقات اكبر في  خدمة الناس .
نتمنى للفائزين جميعا  ان يضعوا خدمة المواطن نصب اعينهم وانها الاولوية التي  نافسوا من اجلها في  الانتخابات , نتمنى لهم جميعا النجاح والتوفيق .

أحدث المقالات