18 ديسمبر، 2024 10:01 ص

الحكيم وتجذره لبلده

الحكيم وتجذره لبلده

الوطن من أجمل الكلمات التي يمكن للإنسان أن يسمعها أو يتغنى بها.. وهي كفكرة لها مفهوم عام وأخر خاص..
أما المفهوم الخاص فهو الأسرة أو المكان، الذي يعيش الإنسان فيه من قرية أو مدينه، أما العام فهو الوطن، الذي يحتوي الفرد والأسرة والشعب بأكمله.
هو الأب الحاني والأم الرؤوم التي تضمّ أبناءها، بكلّ عطف كي يشتدّ عودهم، لهذا لا شيء يعدله، ولا يمكن لأي بلادٍ في العالم أن تحنو على أبنائها مثلما يفعل الوطن، فهو السند الحقيقي والحبيب الذي لا يخون، وهو ملخص الأشياء الجميلة في الحياة، والشجرة الوارفة الظلال، التي تجعل أبناءها يتمتعون بالظلال والثمار دون أن تطلب منهم شيئًا.
لهذا يمد جذور محبته في أعماق القلب والروح، ويفتح ذراعيه لأبنائه في كل حين، ليعلمهم في كل يوم أسمى معاني التضحية والإباء والتفاني، فهو رمز العطاء والحب الكبير، ولا يمكن وصفه إلا بأجمل الكلمات، ومهما قسى الوطن يظل أحن الأماكن وأقربها للقلب.
الوطن الذي نحب نريده قويًا منيعًا في جميع الأوقات، ونرغب دائمًا في أن نظل بقربه فرحين بإنجازاته وعطائه، فلولا وجوده لما كان للإنسان كيان ينتمي إليه، فهو رمز الأمن والأمان، وكي يظل آمنًا مطمئنًا علينا أن ندافع عنه بالدم ونفديه بأرواجنا، وعلينا أن نعلي بنيانه وأن نرفع من قدره ليكون دومًا في المقدمة، فهو غابة مزروعة بالخير الذي يجتمع من كل مكان، ومهما كانت أصول من يسكنون فيه فهم جميعًا
متوحدون على حبه ليظل دومًا واحة للأمن والأمان، لهذا نحن لا نعي قيمة الوطن بالمعنى الحقيق، إلّا عندما نهاجر منه أو نسافر منه مضطرين، لنجد أنفسنا نتنفس هواءً غريبًا على رئتينا وقلوبنا.
مخطئ كل من يحاول أن يفرق أو يميز بين الشعب والوطن، فالوطن دون شعب سعيد لا معنى له، والشعب دون وطن حر ذي سيادة كاملة، لا يمكن أن يكون حراً سعيداً، فالعلاقة بين الوطن والشعب، كالعلاقة بين الوطنية والديمقراطية وبين الديمقراطية السياسية.
هكذا رأينا قائد تحمل عبئ الظلم والتهجير لسنوات عجاف، لن يتهاون لحظة واحدة عن حبه وشوقه للوطن الأم.. قارع الظلم وهو في المنفى، وعاد وهو يناصر شعبه الذي ظلم لسنوات، رغم كل ما لاقاه من ظروف ربما تكون قاسية عليه، لكنه قدم الفاضل على المفضول وهو حب الوطن.
هذا الحب نتج عنه رساله من الحكيم خلال زيارته للبصرة، أوضح فيها حبه المطلق للوطن، وكأنه يقول خسرنا الانتخابات او ربحناها، لا يمكننا التنصل من جماهيرنا ومحبينا، وتعلقنا بالوطن، كلمته الشهيرة شعب لا نخدمه لانمثله، البعض منهم يعول على ما نطرحه لبناء الدولة، وهذا ليس بجديد، ويبدوا ان الرسالة وصلت من اننا سواء تم انتخابنا او عكسه، اننا اليوم بينهم وهذا لا يعفينا من المسؤولية تجاه كل العراقيين، والصمت الذي نلتزمه لا يمكن أن يطول.