19 ديسمبر، 2024 12:42 ص

الحكيم والنبل السياسي

الحكيم والنبل السياسي

ربما قد فهم البعض إن السياسة فقط تتحكم بها المصالح دون وجود للأخلاق والنبل السياسي وهذا مآتم استنتاجه في أغلب الأنظمة السياسية في العالم وما نشاهده بشكل غير كلي أيضا اليوم في عراقنا , لقد أدخل شهيد المحراب الخالد مفهوما جديدا للعمل السياسي وأنتج المرجعية السياسية التي غابت لقرون متعددة لدى المذهب الشيعي, وأسس لنظام سياسي يرتكز على الأخلاق والثقة والوضوح ,في ظل الأزمات المتتالية التي يمر بها بلدنا اليوم نرى صور مختلفة ومواقف غير ثابتة وتناقضات كبيرة لبعض القوى والشخصيات السياسية ناهيك عن المزايدات والمؤامرات , نراهم يجلسون ويتفقون ويظهرون بمؤتمرات صحفية وجلسات ودية وبعدها نراهم كالأعداء يتناحرون ويشكك كلاً بالأخر حتى في وطنيته وانتمائه, هذا حال بعض سياسي اليوم الذي انتخبهم المواطن العراقي في غفلة وتغافل ,لكن ما أثبت توازنه واتزانه هو “الحكيم عمار” لم نرى منه تناقضات أو مؤامرات أو حتى مجاملات لم يصطف مع احد ضد احد وربما جاءته الفرص الكبيرة لأخذ مواقع مهمة لتياره لكنه أبا إن يكون شريكا بلا شراكة وجزءا من مشكلة بل ضحى بالمناصب والاستحقاقات وترك تقاسم السلطة والامتيازات للمختلفين اليوم الذين لم يتفقوا إلى على “توزيع المناصب” هنا يتجلى لنا ويتأكد عن ماهية هذه الشخصية التي تملك نبلا سياسيا قل إن وجد بين السياسيين مازال الحكيم عمار مصرا إن لا يعرض سمعت عائلته الشريفة وتياره الجهادي لأي موقف غير موزون لامتياز هنا أو هناك يعي بخطورة المرحلة يعرف ما يقول , تكبد المصاعب والمصائب المصاعب لكنه مازال قويا ليس بقوة المال والسلاح بل قويا بالله تعالى وبالمشروع وبجمهوره العقائدي ومحبة الناس, نعم لقد نجح الحكيم عمار بان يكون المعلم الأول للسياسيين بضرورة إن يكون أدائهم وسلوكهم يتسم بالأخلاق والوضوح لم يجرح احد أو يخفي شيء ما يقوله خلف الأبواب المغلقة يسمعه الجميع بعد فتح الأبواب ,ها نحن اليوم نمر بأزمة سياسية هي الأخطر في هذه المرحلة لكنه كما عودنا إن يكون نبيلا أكد ذلك النبل بدفاعه عن حقوق المواطنين وضرورة تلبية احتياجاتهم المشروعة مع تأكيده الدائم بدعم الحكومة في خطواتها الصحيحة والمنسجمة مع الدستور ,وكلنا يعرف بعدم اشتراك تيار الحكيم في الحكومة لكنه يدافع عنها لأنها ممثلة لجميع المكونات ويختلف معها بطريقة التعامل مع الأزمات ,كل ما فعلة الحكيم وما سيفعله نراه منسجما ومطابقا مع رؤى المرجعية الدينية وهذا يعطينا تأكيدا على إن الحكيم لم يتخذ أمرا مخالفا لتوجهات المرجعية الدينية ويحترم كل ما متطلبة وتطالب به . لذا أن النبل السياسي يمكن الاستفادة منه كمدخل لحل الأزمات وتعميق الثقة والحوار بدلا من لغة الحروب والأزمات لأننا جميعا متضررين من تلك الأزمات , فربما لا يفهم المواطن البسيط مواقف الحكيم ورؤيته لكنهم لابد إن يعرفوا ويعوا تلك السياسية الواضحة والواقعية ولا تأخذهم الشعارات البراقة لمتاهات نحن في غنى عنها .