23 ديسمبر، 2024 2:38 ص

الحكيم والمشاريع المستقبلية

الحكيم والمشاريع المستقبلية

قال أحد الحُكماء:” تستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتاً طويلاً لأن بعضنا يعرف عنها اكثر مما يعرف عن المسائل الهامة”.البرلمان هو المكان الأمثل, لطرح ومناقشة القوانين والمشاريع, للوصول إلى اتفاقٍ, يُرضي جميع الأعضاء أو أغلبيتهم, ولكن الغريب في العراق, فإن بعض المشاريع أو القوانين, يجري تناولها إعلامياً وخارج البرلمان, من أجل تشويهها وصولاً لرفضها, أو طرح مشروعٍ مقابل ما طُرح!, والغريب أن بعض تلك المشاريع المرفوضة, يعود من رفَضها بعد فترة, ليطالب بها!.أخذ تيار شهيد المحراب على عاتقه, طرح المشاريع داخل كتلة التحالف الوطني, وكله ثقة بنجاحها, إن وافقَ عليها البرلمان, كونها مستوفية قانونياً, قابلة للتطبيق على الساحة السياسية والاجتماعية, ولكن لا يحلو لبعض الساسة, أن يسمعوا كلمة تمرة, كونهم اعتادوا على الجمرة, مع علمهم أنها ستحرقهم آخر الأمر!.
مشروع إقليم الوسط والجنوب, كان مشروعاً حقيقياً حينها, تم رفضه مسبقاً قبل دراسته, وتعرض لحملة إعلامية شعواء, ذلك المشروع الذي عاد له رافضوه, بعد فوات الأوان, ولكن عن طرح إقليم تجزئته, لثلاث محافظات أو واحدة, وذهب الطرف الآخر, للمطالبة بإقليم المحافظات الخمس!.
يعلم أرباب السياسة في العراق جيدا, عند حصول كارثة ساحات العار أن مشروع أنبارنا الصامدة, هو الحل الناجع لحلحلة الأزمة, فكانت النتيجة سيطرة داعش, ولو أخذ ذلك المشروع بعين الاعتبار, لما كان باستطاعة الإرهاب, التغلغل بصفوف من كان يجهل الحقيقة, من وراء الاعتصام.
منذ بدء عمليات تحرير الموصل, كان هاجس الخوف لدى أغلب الساسة, ينصب لمرجلة ما بعد التحرير, ليهب تيار شهيد المحراب, بمشروع التسوية السياسية, ولكون المشروع لا يستثني, البعث ومن اشترك بالإرهاب, والمشتبه منهم, فقد تم رفضه!. قال جبران خليل جبران: ” الحق يحتاج إلى رجلين .. رجل ينطق به ورجل يفهمه”, وعلى ما يبدو فإن القوم لا يعلمون كيف يفهمون, بل تعلموا فقط كيف يُخالِفون.