لكل دولة رجال ، والعراق حكمه رجال عدة ، منهم من كان ضعيفا ، وقسم يعمل بالاستشارة وقسم عمل بما في عقله من أفكار فطبقها رغم عن انف المواطن العراقي، ومنهم عمل بما تمليه عليه العمالة لأنه يعمل على شاكلته . وبعد استيلاء البعث على الحكم في العراق عمل على تنظيف فوري لكل الكفاءات ، والعقول النيرة ناهيك عن النوابغ ، فقد نال هؤلاء القتل والتشريد والتعذيب والتغييب في سجون النظام ، ونال علماء الدين الثقل الأكبر ، فكانت عائلة آل الحكيم المتصدرة ، فقد أعطت 72 شهيدا ، ولا ننسى آل الصدر الذين يأتون بالمرتبة الثانية بعدهم ، وهذا البرنامج كان لابد من تطبيقه لتبقى العقول حبيسة ، ولايتم الاستفادة من علمهم ، ومحاصرة بيوتاتهم ووضعهم تحت الإقامة الجبرية ، وعدم الاتصال مع جماهيرهم ومحبيهم ، وانتهاءا بتصفيتهم ومن افلت منهم فقد التجأ إلى الدول التي قبلتهم على مضض ، باستثناء إيران حيث استقروا فيها قسم كبير من العراقيين المعارضين ردحا من الزمن ، ومنهم من اكتسب جنسية الدول التي قبلتهم ،وبعد الانتهاء من حكم البعث الذي جثم على العراقيين فترة طويلة ، وجاء زمن الديمقراطية التي ابتلينا بأشخاص لاتروق لهم الأصوات التي تطالب بحريتها ولا تحب تكميم الأفواه فاستباحوا الساحة مستغلين الفراغ الذي تمت تهيئته لهم من قبل دول الجوار، وبمساعدة الدول الاستعمارية فعملوا ماعملوا من قتل وتهجير للمواطن العراقي ، فاستولد هذا الاستفراد قطبا معاكسا ، وهذا ماكانت تريده الدول الاستعمارية لندخل في الحرب السهلة لهم والصعبة علينا والتي لم يمر بها قبلا فقد حصدت أرواحا وبقى المحركون لعجلة الإرهاب سالمين تحت غطاء الحكومة ولديهم حصانة ، وهم بنفس الوقت حاكم وجلاد ومن كشفت أوراقه ولم يعد بالإمكان بقائه كونه مطلوب لفئة ليست بالقليلة فقد هرب إلى الدول التي كانت تغذيه ، وبقى هنالك ينبح ويشحذ الهمم من أعراب الخليج ، ليسوقوا لنا الإرهابيين مغسولي الدماغ كالبهائم ليفجروا أنفسهم بوسط المجتمع العراقي ، لتعطيل عجلة التقدم ، لان الديمقراطية لو طبقت في العراق على قيم الإسلام الحقيقي فلن يبقى احد من حكام الخليج على كرسيه إلى ألان ، وهاهم يعملون على تلك العجلة التي تحصد الأرواح يوميا ، وبدون خوف من احد ، لأنهم محميون تحت غطاء الديمقراطية الخرقاء التي يفسرونها على أهوائهم ، وبعد رحيل عزيز العراق ، تصدى للعملية السياسية السيد عمار الحكيم ، ومنذ أول يوم لاستلامه زعامة المجلس الإسلامي العراقي ، اصدر عدة مبادرات ومنها الطاولة المستديرة التي فيها شروط المكاشفة والتصفير ، لنتحول إلى التطبيق الحقيقي للديمقراطية ، لكن الذين لايريدون الاستقرار تراهم من يستهزئ بالمبادرة ومنهم يستبق الأحداث ليحكم عليها بالفشل ، قبل قراءة النص الذي عليه قراءته قبل القبول به ،وبين هذا وذاك وعلى الصعيد الأمني ترى الدولة المتمثلة برئاسة نوري المالكي ووزرائه لايحركون ساكنا ، سوى الشجب والاستنكار والتحجج بالاختراقات الأمنية والتي هم سبب رئيسي بالخروقات تلك ، وإهمالهم جانب مهم إلا وهو استيراد أجهزة ذات كفاءة عالية لحماية المواطن العراقي من القتل الممنهج ،وثانيا ، أعادوا كل الذين كانوا في مركز القرار في حكومة البعث الكافر إلى مصدر القرار ، وهذا سبب إرباكا كبيرا ولنرجع إلى الوراء قليلا عندما استلم الأستاذ باقر الزبيدي الداخلية فكيف كانت النتائج على الساحة العراقية ولكنهم لايريدون النجاح للعملية السياسية ، وان من يعارض استلام الزبيدي لأي حقيبة مهمة هو لطمس الجدارة في الإدارة لملف شائك ويحتاج إلى من يفك طلاسمه .ولان البعض لايريد النجاح لرجالات مشهود لهم بالمهنية في إدارة الملفات أعلاه حتى لايحسب لكتلة مشهود لها بالوطنية وحب العراق بل قامو بالعكس ، وبما أن الحكيم هو رجل المرحلة وهذا يشهد له العدو قبل الصديق ترى الأبواق المتصدية تنعق من هنا وهناك للتنزيل من المبادرات التي يطلقها بين الحين والآخر والتي فيها الحلول الناجعة للتخلص من الحقن الطائفي الذي يتغذى من الأجندات الخارجية ومن سياسيون يشهد لهم عالم الإرهاب في القتل الممنهج وهاهو ينبري للعملية السياسية مجددا لحلول يمكننا من جعل العراق آمنا من كل الشرور وعدم الانجرار إلى الحرب الطائفية التي ذاق العراقيون مرارتها فتراه اليوم في عفر دار الدول التي تدير دفة الإرهاب في العراق ليوقف كل عند حده وكفانا سكوتا على قتل العراقيين يوميا