19 ديسمبر، 2024 12:11 ص

الحكيم والمالكي …تنوّع الخطاب؟!

الحكيم والمالكي …تنوّع الخطاب؟!

كلنا شاهدنا الحملة الدعائية لاعلان ائتلافي المواطن ودولة القانون في المحافظات الجنوبية ، وشاهدنا كيف كان التميّز واضحاً في خطاب الحكيم أمام انصاره ، والاعداد والتنظيم الذي عكس صورة جيدة للمتابع ، وهو يعكس حالة التخطيط الجيد ، والاعداد المنظم لهذه البرامج ، عكس المهرجانات التي اقامتها دلوة القانون ، والتي عكست صورة الفوضى ، حتى وصل الحال الى المواجهة بين الجمهور ، وحمايات دولة رئيس الوزراء الذي بلغ تعدادهم اكثر من 5000 الاف فرد من الحمايات الخاصة والجيش ، ناهيك عن غلق المدن والطرق المؤديه الى مكان المؤتمر .
وعندما نقف عند الخطابين نجد ان هناك توجيهن في الخطابين :
1) الاول الحكيم يدعو فيه الى التغيير الجذري في المنظوكة السياسية القائمة ، والعمل كفريق قوي منسجم لاصلاح ما يمكن اصلاحة في مؤسسات الدولة المختلفة ، والسعي الى ترسيد مبدأ الشراكة الايجابية بين جميع المكونات ، في حين نجد خطاب السيد المالكي منصب على تخويف الناس من داعش ” جاك الذيب جاك الواوي ” ، والسعي الى ترسيخ نظرية المؤامرة ضد المشروع الوطني والعملية السياسية.
2) خطاب الحكيم فيه دعوة الى بناء الدولة العصرية التي يقودها فريق قوي منسجم ومتجانس فيما بينه ، في حين ان المالكي ودعوته الى الاغلبية السياسية ،وهي دعوة تنطوي على التفرد بالسلطة بين مفردتها ، في حين ان الاغلبية السياسية صعبة التحقيق في الوضع السياسي الحالي لاسباب عدة ، تحكمها الطبيعة الجغرافية والقومية والمذهبية لمكونات الشعب العراقي
3)  دعى الحكيم في خطابه الى التسامح ، ونبذ الخلافات ، ونسيان الماضي ، مع اخذ الدروس والعبر ، والسعي من اجل بناء البلد ، فيما خطاب المالكي كان فيه رائحة البراود والقتل ، والتهديد بالارهاب ، ومحاولة ادخال المجتمع العراقي في آتون الحرب الطائفية ، من خلال تصريحات غريبة فيها أثارات وزعزعة للوضع القائم .
4)  أتسم خطاب الحكيم بالحكمة والعقلانية ، والى بناء المشروع الوطني وفق مفهوم الشراكة الوطنية بين المكونات ، دون تهميش او أقصاء لاحد ، فيما احتوى خطاب السيد المالكي على ارتهان مصير العراق بوجوده ” اما انا او العراق سينتهي ” ويرهن مصير البلد ببقاءه بالسلطة لولاية ثالثة .
5)  خطاب الحكيم كان خطاباً تأسيسياً لدولة المؤسسات ، لادلوة الشخص والحزب الواحد ، وخطاب مبني على اسس وافق واسع لبناء دولة المؤسسات ، فيما حوى خطاب السيد المالكي على الازمات والصراعات ، وادخال الخلاف بين “الكل مع الكل ” .
6)  كان خطاب الحكيم فيه تظلم وشكوى للشعب العراقي ، والدعوة الصادقة لمشاركة الجميع في بناء العراق الجديد ، فيما كان خطاب رئيس ائتلاف دولة القانون خطاب الخائف والمتشنج الذي يُخوف الآخرين ويرعبهم من القادم ، ويحذر من مستقبل مجهول .
7)  خطاب الحكيم كان خطاب الواثق ، ذو صوت وقوي ، ومتمكن ، ويملك مصداقية عالية من خلال حديثه ، وغير متردد ، فيما نجد خطاب السيد المالكي مليء باتناقضات ، وعدم القدرة على الثقة فيمن حوله ، ويعتقد أنه الوحيد الذي يملك القدرة على قيادة العراق من دون ان يقدم نموذج صالح لهذه القيادة .
8)  خطاب الحكيم كان فيه امل ، ودعوة صادقة الى العمل على بناء الدلوة العصرية العادلة ، ” دولة المؤسسات ” ، والسعي الى بث روح الامل بالمستقبل الواعد ، فيما كان الهطاب الاخر الخوف والتخويف من المستقبل .
هذا الفارق بين الخطابين ، نجد فيه القراءة الصحيحة للمواقف من كلا الطرفين ، ويعكس عن النظرة الواقعية لكل منهما ، كما انه يجسد واقع حال كلا الطرفين المتنافسين ، كما ان القارئ المنصف يجد في خطاب الحكيم ابتعاده عن التسقيط السياسي للخصوم ، وعدم نقدة للشخوص ، فيما نجد الآخر يتهم ويسقط ، ويشوه الحقائق امام الجمهور .
يبقى على الجمهور ان يقرأ هذه التجمعات الانتخابية ، ويحلل توجهات كل طرف لينب موقفه الانتخابي عليه ، كي نذهب الى صناديق الاقتراع ونحن على قناعة بما نختار .