23 ديسمبر، 2024 5:32 ص

الحكيم والقيادة.. بين رحلة الإعداد ومحطات النجاح

الحكيم والقيادة.. بين رحلة الإعداد ومحطات النجاح

بين كنف العائلة ومنهاج الصالحين ورفقة ألأبرار، وبين اليقين والبصيرة، وزهدا فيك قرينا للغنى، كانت رحلة اِلأعداد، تنقل خطواتك بين خميلة وأخرى، يحيطك مدار العائلة، حيث الرحلة لصناعة التأريخ، تلك الرحلة تتخللها محطات، لا تسمح بالتوقف بل بالتأمل، ولا تسمح بالعودة أو الرجوع بل بالتقدم والمضي .

مع تلك المؤهلات، كانت اولى المحطات تودع فيك سيدي منظومة فكرية ثرية لما بعدها، تمخضت عن قيادة فيك لا تقف عند جيل، بعد أن أيقنت أن القائد من يحاكي جميع الأجيال .

عند أول الخطوات، لم تستوحش الطريق لقلة سالكيه، فذاك دأب القيادة بل دأب الفذ منها، فكانت الرحلة ومحطاتها هو ما يؤهلك للواقع بنجاح، وفي كل منها كان يشدك التأريخ فيرشدك المستقبل، بعد أن أيقنت أن التغير ممكن فصنعت أدواته .

مابين الرحلة والمحطات تلك، كان يقف في الطرف ألأخر ممن فشل فيها من المتأرجحين مابين خطوة الى الأمام قد قهرها التردد، والى الخلف فأوقعهم الانزلاق، وما بينهما من يروم التحول والقفز على التأريخ، ليتصدر القيادة بلا مؤهلات فغادرهم الوطن، فسلكوا دروب المؤامرات وقد دخلوا اليها من أوسع أبوابها، وهم ما بين حاقد وجاهل وناكر، عمدوا الى لوي عنق الحقيقة عبر سرقة التأريخ منك.

طالما كانت سياساتهم تقضي بإغتصاب العقول، وتكمن في ترسيخ الأوهام في جمهورهم، عبر زرع إتهامات دنيوية غايتهم أجهاض الهدف والخطوة، وأن يجعلوا من أنفسهم عقبات، كنت يا سيدي قد عزفت عنها بالفطرة بل وزهدت فيها عن بينة، فبما نهلت من منهاج الصالحين ورفقة ألأبرار، كنت قد آويت الى ركن شديد فلم تسمح لما يمنعك من مواصلة التقدم والمضي، وقد أدركتهم أن قلوبهم ميتة وعقولهم جفاف، فعزفت عن خطواتهم المشلولة .

في ثباتك المعهود سيدي واليقين، وما أودع فيك منهاج الصالحين من عزيمة في الرشد، فلابد من الحكمة وقد شد آزرك التأريخ، فذاك نتاج اليقين والبصيرة والتقدم والمضي، قد مزجت بين آهات الوطن والأمل في مستقبله، في خطوات حسبها الفاشلون بدائية بل مستحيلة عند أولئك المتعاقدون مع ألأوهام، وقد شغلهم النيل منك، حالمون بالقفز قد أوجسوا منك خيفة فتعثروا بالسنن، بل كشفوا وفضحوا في أول البديهيات، فعزائهم أنك لم تلتفت اليهم، بعد أن رصدتهم وميزتهم أنهم دون الوطن وهم أدوات للمغريات، لا يلبثون مع ألأبرار اِلا قليلا وقد بصرت بما لم يبصروه، أن النجاح يكمن في ما جعلوا من معوقات وسدود، تلاشت منذ أول ومضة في المشروع وعند أول خطوة .

خلال تلك الرحلة ومحطات التأمل فيها، ترافق الوطن وتسنده، دوّن التأريخ مواقف مفصلية، كنت أنت سيدي فيها رائدا للحكمة والرأي السديد، فبعد أن أوشك الوطن أن يجعلوه أمام مفترق الطرق، وسلكوا به منعطفات جمة تفضي الى المجهول، في أستهداف أبنائه وتأريخه فتعدد خطابات المتأرجحون وتقلبهم في البلاد وما نهبوا خيراته، ومابنوا دنياهم على جرف هاو، وجعلوه وسيلة لبقية الأوطان، كان سيد الأوطان عندك فصل الخطاب فمادونه رهان خاسر، سيخسر الجمع ويولون الدبر ولات حين مندم