27 ديسمبر، 2024 6:25 ص

هنالك بعض القصص او الافلام السينمائية تكتب تنويه في بدايتها…. قد تتشابه احداث القصة او الفلم مع قصة احداثها واقعية فهذا من قبيل الصدفة ولا علم لنا بهم لذا اقتضى التنويه

كان يا ماكان كان هنالك حكيما في المدينة التي تسلط عليها والي ظالم وكان رجال المدينة يتذمرون في العلن ويتملقون في السر ، وكانوا يلجاون كثيرا الى الحكيم لكي يحل لهم مشاكلهم وكيفية خروجهم من ازماتهم فكان تارة ينصحهم وتارة يحذرهم من حدث سيحدث لو بقوا على تصرفاتهم هذه .

رجال البلد هم التاجر والصانع والضابط والاستاذ والشيخ والفيلسوف والمثقف والشقاوة وهؤلاء كان الشعب يعول عليهم كثيرا ولكنهم كانوا يخضعون الى ارادة الوالي اكثر من الحكيم الا الشقاوة فانه يرتكب من الحماقات ولا يعلم عقباه قد تكون سلبية وقد تكون ايجابية ويتصرف لمن يدفع اكثر والبعض يدفع ليتجنب شر افعاله وان كان يتظاهر هذا الشقاوة بحب الناس ومساعدة الضعيف الا ان واقعا هو لص كما هم لصوص ولكنه لا يتملق للوالي لانه شقاوة ولا يهتم مهما حصل له ، هذه التصرفات جعلت له جماعة على شاكلته لا تخضع للوالي ولا تحترم رجال المدينة لان رجال المدينة تراهم يعبثون بامور البلد من حيث التخلف والسرقة والفساد وانعدام الخدمات وكثرة البطالة .

وبين فترة واخرى يحذرهم الحكيم وينصحهم ويذكرهم بما يرضي الله عز وجل الا انهم كانوا يتظاهرون بانهم يسمعون وحقيقة انهم يتجاهلون ، وشاءت الصدفة ان تعرض البعض منهم لعصابات مستهترة صادرت بعض املاكهم فلم يؤازرهم احد ولان الحكيم لا يريد ان تتسلط هذه العصابات على مفاصل البلد فانه حث المواطنين على دفع هذا الشر عن مدينتهم بغض النظر عن هؤلاء الرجال الفاسدين ، وبالفعل تم طرد هذه الحثالة وفي نفس الوقت هلك الوالي فاجتمعوا ومعهم الشقاوة لانتخاب والي ومجلس للشورى ، فتظاهر رجالات المدينة بالاصلاح والوعد بالصلاح ولكن الشقاوة ورجاله كان لهم حضور في مجلسهم ، وقرروا ـ اي رجالات المدينة ـ ان يقودوا المدينة لحين تنصيب والي من بينهم وعاهدوا الحكيم على ان يديروا البلد باحسن حال، ولكنهم عادوا لمفاسدهم ، فتجمع المواطنون امام اماكن عملهم ينددون بتصرفاتهم ويطالبونهم بالايفاء بوعودهم ، ولكن لا احد ينفذ .

وعندما سأم الحكيم من نصح هؤلاء ولانه لا يملك قوة تنفيذية قرر ان يستخدم الشقاوة ورجاله فارسل وسيط فيما بينهما ، ولان الحكيم مكانته محترمة في المدينة فان الشقاوة وافق على الفور ان ينفذ ما يطلبه منه الحكيم نكاية بهؤلاء الفاسدين ، وهنا اصبح الشقاوة اليد المنفذة للحكيم وبدات اوامر الشقاوة هي التي تسمع وتنفذ ،

والغاية من القصة ….. في كثير من الحالات لايستوعب الناس حكمة الحكيم الا بالشقاوة وعلى الحكيم ان يستخدم الشقاوة مع حكمته فهنالك عقول لا تقتنع بالحكمة لوحدها من غير سوط .