التحالف الوطني الذي يُمثل الامتِداد الطبيعي للإئتلاف العراقي الموحد، الذي تم تشيكله بعد سقوط صنم بغداد، ليبزغ نور فجرٌ جديد على ربوع عراقنا الابي بعد عقود طويلة من الظُلم والحرمان التي اتبعها نظام البعث الصدامي.
التحالف الوطني الذي يُمثِل ثُلُثي الشعب العراقي من المكون الشيعي، استمد قوته بعد ان جاءت مباركة وتأييد مرجعية النجف الاشرف له والتي ارادت ان يكون ليس مختص بلون واحد بل ان يشمل جميع الوان الشعب العراقي، وبدعم مقطوع النظير من قِبل الشارع العراقي، لكن الظروف التي فُرضت على العراق اصبح كواقع حال مختص بالمكون الشيعي، لكون العراق بطبيعته يتكون من عِدة اديان ومذاهب وقوميات. تصدى الراحل السيد عبدالعزيز الحكيم(قدس سره) لِزعامة التحالف لِما يمتلكه من تراث جهادي وسياسي لعقود من الزمن ضد طاغية العصر صدام، بالإضافة الى قوة شخصيتهِِ وحنكتهِ السياسية وصلابتهِ ومواقفهُ الوطنية اضافةٍ الى منزلة أسرته الكريمة، تمكن من بناء تحالفاً قوياً استطاع بادارته لرفد العملية السياسية وتقويمها بل انه رائد العملية السياسية العراقية برمتها، الى ان رحل الى جوار ربه.
التحالف الوطني تعرض لوعكة صحية المت به بعد رحيل زعيمه السيد الحكيم، فأصابه مرض مزمن اراد البعض ممن يحسب على احدى مكوناته الى تفكيكه، لكي يكون مصدر القرار بأيديهم غير خاضع لارادة التحالف، وهذا ما حصل بين الفترة الزمنية 2009 الى 2014 وما بعدُها. الحُقبة الزمنية في زمن الراحل السيد عبد العزيز الحكيم تختلف عما عليه الآن، من حيث مكونات التحالف والظروف السياسية والامنية للبلاد، فكان “رحمهُ الله” زعيماً الكل يصغي ويمتثل لكلامه، اما المسئلة الآن عبارة عن رئاسة دورية لكل سنة.
السؤال هل سيتمكن السيد عمار الحكيم من اعادة صياغة ولملمة التحالف المتشضي رغم تعقيدات الوضع ومزاجيات البعض وما تفرضه الساحة!? المسئلة صعبة جداً اذا كانت الرئاسة معنوية اي بمعنى شكلية، ولكنها تكون ليست بالمستحيل اذا اثبت البعض حُسن نواياهم لاعادة ترميم البيت الشيعي، والعمل ضمن الفريق الواحد المنسجم مع مايمتلكه عمار الحكيم من سياسة مرنة التي تسهم في وحدة وتماسك التحالف الوطني.