23 ديسمبر، 2024 2:47 م

الحكيم والاعتدال فسحة الحلول

الحكيم والاعتدال فسحة الحلول

طبيعة فكرة الاعتدال هي شمولية  وتستطيع ان تغطي وتؤثر على مساحة واسعة من أرض الحقيقة ، ومن يؤثر في مواقف ألآخرين من خلال وسطية المنهج وروح الجماعة لا بد انه يحمل مشعل الانسانية والوطنية ومصدر ثقة والهام ، ولو كانت له مواقف متقلبة لما حافظ على علاقته مع الجميع ، ان روح الاعتدال والوسطية التي يحملها السيد عمار الحكيم منبثقة من اساس متين يبتدئ من عقيدة التوحيد وينتهي الى النظير في الخلق ، ونادرا من ان يكون صاحب منهج الوسطية والاعتدال جهة في مشكلة بل غالبا ما يبادر الى تبني عرض الحلول وتطبيقها فهو صوت الضمير الذي لا يهدا ولا يمل ، والاعتدال لغة سلام وفكرة عطاء وأسلوب تعايش باتجاه الاستقرار ، ولا يخفى على الناظرين ان النجاح في تبني الاعتدال كمنهج تطبيقي يضعف من قوى تعتاش على البلبلة والتخبط من اجل استمرارها لأنها لا تعيش مشروع وفكرة نيرة  ، فأسلوبها اثارة الغبار والركض والصياح والدربكة لكي تجذب الاخرين وسرعان ما تتعب وتغير اتجاها الى زوبعة اخرى لذر الرماد في العيون ، كل ذلك لمنافع انتهازية ومحدودة ومعرقلة للقضايا الحق ، ان الاعتدال هو اسلوب عمل ينفذ بعقلية مرنة وراسخة ويتسلل كالمياه الى روح المشاكل والخلافات  ويحللها ويفكها ويلفها بالحلول ، وفي اقل حالته يوقف الانهيار ويقلل الخسائر ،وليس هو استعراض ووقوف على التل كما يتصور البعض من ادعياء المعرفة والسياسة ، فقد سلط  الواقع نور الحقيقة عليهم وحرقهم فكانوا هباءً منثورا ، بل ان صاحب نظرية الاعتدال والوسطية يكون هو اكثر من يعطي ويتنازل من اجل استمرار المسيرة ، وهو يبرز تأثيره عندما يحمي الوطيس فيؤثر في الطرف المتشنج والمتوثب للتأثيرات الطائفية او الحزبية  فيمسك باندفاعه ويحد من تأثيره ،  وهولا يبحث عن تحالفات مع جهات نافذة ، ولو اراد نيل اسلطة مستغلا لبعض الظروف لفعل وقد عرضت عليه في مؤتمر أربيل ، ولكن روح الجماعة والاختيار النموذجي من خلال المواطن هو غايته ، والجماهير فهمت الدرس ودقت ناقوس الخطر للقوى التي تقتل شعبها او القوى التي تخوف شعبها لتستغله وتسرق صوته بحجة حمايته من خطر مهول ،هم سبب من اسبابه ، وأخيرا نختم بقول الله سبحانه وتعالى ” وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء لى الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ” .