22 ديسمبر، 2024 1:46 م

الحكيم ليس وطنيآ.!!

الحكيم ليس وطنيآ.!!

منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا، والشارع مستاء ومحبط، من العملية السياسية التي حكمت البلاد بعد سقوط نظام البعث الصدامي، وهذا الامر ناتج عن تدهور الاوضاع الامنية، والاقتصادية، والاجتماعية، طوال تلك السنوات،  وهذا هو الواقع، لكننا دائما ما نشخص المشاكل، ولم نتسائل عن ماهية الحلول، والمشاريع، التي من الممكن ان تضع حدآ لهذه الاشكاليات .!
النظام السياسي الجديد كان ملبيآ للطموح في بداياته، واشتركت فيه جميع القوى المعارضة للنظام البائد، والتي كانت تبين للعالم الخارجي حجم المظلومية التي يعيش فيها الشعب العراقي، وهي نفسها التي اختيرت عن طريق صناديق الاقتراع، وهذا ما لا يختلف عليه اثنان، وجميعها شاركت بحكوماته المتعاقبة، لكن بنسب متفاوتة، والمتابع قد شخص هذه الكيفيات والنسب .
ليس من المهم; ان نتحدث عن اسباب هذه التقاطعات، والتناحرات، الحاصلة داخل البلد، بل من المهم أن نبحث عن كيفية وضع الحلول الناجعه لها، بعيدآ عن التعقيدات السابقة، وقريبآ من المتبنيات العقلانية، التي من شأنها ان تحافظ على ما تبقى، وتعيد الثقة بين اطياف الشعب الواحد، والتي فقدناها منذ زمن بعيد.
منذ أن طرح مشروع التسوية الوطنية، التي تبناها التحالف الوطني، بعد دراسة مستفيضة، وحضيت بدعم مباشر من الامم المتحدة، ونحن نشاهد حجم الهجمة المنظمة التي تقودها جهات، وشخصيات، كانت ولا زالت متحكمه بمقدرات البلد، ومشكلتها الحقيقية مع هذه التسوية تكمن في أنهم أشخاص وطنيين، والمتبني والراعي الرسمي لها شخص غير وطني .!
نعم; السيد عمار الحكيم غير وطني، لانه من يترأس وفد التحالف التفاوضي، وهو من يتحرك بصفته الشخصية، ويتفاوض مع من تلطخت أيديهم بالدماء على حساب حقوق الشيعة، ودماء ابناءه الابرياء التي دافعت عن أرض الوطن.!هذا ما نسمعه منذ اليوم الاول الذي اعلن فيه عن مشروع التسوية، ولا نعلم ماهية الضرر من ترأس زعيم التحالف الوطني الحاكم لهذا المشروع من عدمه، وما هي النتيجة اذا ما تم ترأس وفدها التفاوضي من قبل اي  شخص اخر .!
ليس من المعقول أن يقود التسوية السيد نوري المالكي، الذي تجمعه علاقات سيئة مع القوى السنية والكردية على حد سواء، ولا اعتقد ان السيد مقتدى الصدر قادر على هكذا قضية مهمة لعدم تمتعه بأي صفة رسمية، وليس من المنطق ايضآ ان يتولى أمر  التسوية من قبل رئيس مجلس الوزراء السيد حيدر العبادي .
الصفات والمميزات التي تتمتع بها شخصية السيد الحكيم، تختلف كثيراً عن بقية الزعماء السياسيين، مما جعلته محسودآ، ومغبوطآ، الى درجة أنهم يضعون العراقيل، ويعملون على تهيج الشارع، ضد أغلب المشاريع التي طرحها وسيطرحها في المستقبل ، حتى شاهدنا بالاونة الاخيرة الهجمة الشرسة التي تشنها أغلب القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي على مشروع التسوية .
نعم هذا هو السبب ; كل من يتولى هكذا مشاريع من شأنها أن تساهم في تحقيق السلم المجتمعي ، سوف يتهم بأنه ليس وطنيآ، ويحاول المزايدة على حساب دماء الشهداء ، والابرياء، لذلك ليس من الغريب أن يكون الحكيم غير وطني .