عندما كلّف ذلك الفتى القريشي الهاشمي اليتيم من قبل الله باداء الرسالة وهداية الناس من الشرك والضلال الى عبادة الله (عزوجل) بدا بهداية الأقرب فالأقرب ، وعندما اشتد عليه الحصار والأذى من قريش اضطر النبي الاكرم (ص) الى الهجرة الى المدينة وما ان وصلها حتى وضع حجر الأساس لبداية التاريخ الاسلامي الجديد ،قكان اول خطوة فام بها النبي (ص) هي المواخاة بين المهاجرين والأنصار ، وبناء المسجد النبوي الشريف ، والذي اصبح منطلقاً لبناء الدولة الاسلامية الحديثة .
هنا نطرح تساولنا لماذا اختار النبي المسجد ان يكون هو قصر الرئاسة والمالية والدفاع والأمن ؟!!
من هنا ابدا وانطلق لأتساءل هل الحكيم رجل دين ام سياسية ؟!!
ولماذا في خطابه الأخير في تاسوعاء او غيرها من الموتمرات التي يقيمها مكتبه يتعشق بين مفرداتها خطاب التخويف والترهيب والترغيب من الله عزوجل والوعد والوعيد لكل من يخالف دينه او ضميره في بناء وطنه ، وتحقيق الرفاهية لشعبه ، وبعدها يستدرك ليعود ويكمل خطابه بطرح رواه وافكاره في بناء الدولة الحديثة ، وهذا ما يجعل من يراجع خطابه يقف عند الكثير من المفردات التي أعاد تكرارها اكثر من مرة “مثلي لا يبايع مثلي ” .
إذن ما جاء هو خطاب رجل سياسي ، يؤطره بأطار ديني معتمداً في ذلك على الارث العلمي والديني من عائلته الدينية والعلمية والتي كان لها دور كبير ومؤثر على الساحتين السياسية والدينية معاً .
كما ان الملاحظ في خطاب الحكيم دقه المستمر على وتر العمل الجماعي ، والنظر الى الاخر المشارك في الوطن نظرة الأخوة ، كما ان اغلب مفردات خطاباته تحمل بين أحرفها مبدأ التعايش السلمي بين مكونات هذا الشعب ، لهذا نجد ان هذا الخطاب قد غير المعادلة وحجم التواجد على الارض السياسية بالنسبة لمجلس الحكيم ، فنجد ان التقدم الذي احرزه في الانتخابات الاخيرة قد أكسبه التأثير المباشر على الدولة والحكومة معاً بعد التهميش والتكسير الواضح الذي مارية المالكي إبان حكمة لثمان سنوات مضت .
عندما اتابع هذا الخطاب اجد المفردات الواضحة ، والصراحة الواضحة في مخاطبة جميع ركاب السفينة ، والتهديد بان اي خرق لجدارها يغرق الجميع وتنتهي السفينة الى خبر كان ، كما ان المثير للاهتمام في الخطاب هو محاولة الاقناع التي يمارسها الحكيم مع شركائه بمشروعه الذي يحمله في بناء الدولة ، والتي يسود فيها الامن والامان والحرية والعدل والمساواة بين ابناء الوطن الواحد .
خطاب الاعتدال الذي يمارسه أتى أكله من خلال ما يمارسه الحكيم من دور جيد في الحياة السياسية من اجل تغيير بعض الواقع السياسي المتراجع الذي اثر بالسلب على الديمقراطية الفتية في العراق الجديد ، وهذا ما لمسناه في خطاب سياسي متماسك ذات صدى قوي ومؤثر استطاع من الوقوف ومعالجة السلبيات وتصويب الايجابيات لتكثر من مرة .
الحكيم في خطاباته وآخرها في يوم تاسوعاء ، ظهر على انه رجل سياسية قادر على تسخير السياسية من اجل الدين ، وهذا ما تحقق فعلاً في الكثير من هذه الخطابات التي جعلت الشركاء السياسيين يتقبلون خطابه ، ويكون مصدر ثقة عند هذه الأطراف السياسية التي وجدت عند الحكيم المصداق في التأسيس لدولة الشراكة الوطنية بين جميع المذاهب والقوميات .
نعم نجح الحكيم الى حد كبير في ان يكون رجل سياسية من الطراز الاول لما يملكه من حنكة وحبكة سياسية ، ينافس من هم اكبر من عمره سنا في خبرة في السياسية ، وهذا الشي من الصعوبة نجده عند الكثير من السياسين الشباب والذين الأغلب منهم يحتاجون الى التوجيه الرعاية الى وقت طويل ليكونوا قادرين على مجراة الواقع السياسي .
اعتقد ان مثل الخطاب سيقدم الكثير للعراق الجديد ، والذي بدوره سيؤسس ابناء الدولة المدنية العادلة وفق اطر إسلامية خالصة ، ومفاهيم مدنية اسس لها الدين المحمدي الأصيل .