مارست القوى المؤتلفة داخل التحالف الوطني الكثير من الضغوط داخله من اجل الانتهاء من ملف رئاسة التحالف ، والتي بائت كل الخطوات بالفشل ، لان هناك ارادات “دعوجية” جناح المالكي تحاول عرقلة توصل لاي اتفاق ينهي حالة التشتت والموت الذي تعاني منه هذه المؤسسة والتي كان يفترض ان تكون هي المؤسسة الام في قيادة دفة العمل السياسي وصنع القرارات الإستراتيجية المهمة للبلاد ، حالها حال اي ائتلاف او تحالف لاي دولة تحاول ان تكون في مسار الدول المتحضرة والديمقراطية .
الأسلوب المتبع لدى الدعاة ، هو التفرد بالقرار ، والسير دون النظر الى مواقف الكتل الاخرى المشاركة ، خصوصاً وان القرارات مصيرية لا تمس الدعوة بقدر مسها لمصالح الشعب الذي وضع ثقته بالسياسيين فكانوا على قدر هذه المسؤولية ، وفعلا كانت هناك إنجازات كبيرة ومهمة ، وهي سقوط المحافظات الثلاث ، ومجازر مروعة آخرها وأعمقها أثراً في المجتمع هي مجزرة سبايكر والتي ستبقى وصمة عار في جبين الخونة وبائعي دماء الأبرياء .
التحالف الوطني لم يجد حلاً لحالة الضياع الذي تمارسه دولة القانون عليه ، اذ لا ارادة في التغيير او الإصلاح ، ويبقى الحال هو الحال ، ويبقى مصير البلد مرتهن بيد شخص واحد اسمه رئيس الوزراء ، والذي بالتأكيد يخضع للأهواء والميول ، الامر الذي يجعل خارطة تحرك التحالف الوطني تبدو عرجاء او لا تودي اي غرضاً سوى لقاءات المجاملة ، والجلوس على مأدبة العشاء على شرف الحضور ، دون ايجاد الحلول لاي ملف من ملفات الفساد والتي كانت السبب في خراب البلاد وضياع العباد .
الحكيم من طرفه يحاول كسر هذا الجمود وتحريك هذه البركة من خلال اضافة دماء جديدة تحاول تغيير حالة الموت الذي تعاني منه هذه المؤسسة ، وانقاذ ما يمكن انقاذه ، ولكن الإرادات ذات الفكر الوحدوي الحاقد تحاول وضع مصدات للحكيم في مشروعة الاصلاحي ، مع العلم ان هذا المنصب لا يعني شيئا مهما ، بقدر ما هو تفعيل لدور موسسة تنظم العمل الحكومي لأكبر تكتل سياسي ،يجمع الشيعة المتفرقين في داخل خيمة اسمها التحالف ، وهذا ليس خلافاً سياسياً بقدر ما هو تخوّف من قدرة الحكيم على اسقاط جميع الاقنعة ، وكسر الأصنام المعلقة التي تحاول استعباد البشر والحجر ،بعيدا عن اي قيم او اخلاق سياسية ، في محاولة لتعديل او إصلاح الطبقة السياسية الحاكمة ، والتي بالتأكيد بإصلاحها فان العمل الحكومي والمؤسساتي سيسير بصورة منتظمة ويقطع الطريق على اي تحريف او تجميد لمهامه في بناء دولة المؤسسات ..
اعتقد جازماً ان رئاسة التحالف الوطني باتت قريبة جدا من الحكيم ، مع سقوط الصنم الأكبر في وادي الفساد والخيانة ، الامر الذي سيكون بداية لصراع جديد وكسر للإرادات ، خصوصاً مع المحاولة الجادة من الحكيم في عدم الخضوع لاي ارادة سواءً داخلية او خارجية سوى ارادة المشروع الوطني والإصلاحي للبلاد، والسير قدماً نحو بناء موسسة قادرة على النهوض بمهامها الطبيعية ، دون إخضاعها لأهواء ونوايا خبيثة تحاول ابقاء الوضع هزيلاً غير قادر على الوقوف بوجه اي عاصفة سوداء قادمة .