23 ديسمبر، 2024 7:25 ص

الحكيم تجاوز خطاب الاعتدال ؟!!

الحكيم تجاوز خطاب الاعتدال ؟!!

الحكيم في خطبة عيد الفطر خرج عن الخطاب المألوف الذي تعوّد ان يلقيه في مناسبات معينة في مكتبه الخاص ببغداد ، والذي دائماً ما تميّز بالوسطية  ومحاولة مسك العصا من الوسط ولكن بقوة ، ودائماً ما نستمع الى حديث الحكيم الذي يتميز بمحاولة ان يكون القاسم المشترك بين جميع القوى والكيانات السياسية ، فهناك تغيّر واضح في الخطاب فعندما نقف على مفردات خطبة العيد نجد الكثير من الرسائل المهمة والتي حملت تحذيرات بالشدة الغير معهودة من رئيس المجلس الاعلى .
خطابه الغير تقليدي ركَّز على نقاط مهمة :
١) أعلن وبصورة واضحة امتلاكه لخمسة فصائل مسلحة مشاركة بفاعلية في عمليات الانبار او صلاح الدين ضد الارهاب الداعشي ، كما انه خطابه جاء ليقول “مهما حاولتم  إبعادنا ، وتهميش دورنا الجهادي في مقارعة الارهاب فنحن هنا ، في إشارة واضحة الى حزب الدعوة التي تحاول ابعاد اي جهد عسكري لهذه الفصائل ، وابعاد اي تغطية إعلامية لهذه الفصائل بل محاولة تشويها والتشويش على دورها في العمليات العسكرية ضد داعش .
٢) الحكيم في خطابه ركز على أتباعه عدم الوقوف على الشائعات والحرب النفسية من على شبكة التواصل الاجتماعي والمسخرة من قبل فريق المالكي على تخريب اي عمل او جهد وطني او عسكري يقوك به الحكيم ومجلسه ، كمل دعى أنصاره على ضبط النفس وعدم الانجرار خلف صراعات جانبية يراد جر المجلس الاعلى وجعله يعيش دوامتها .
٣) الحكيم أعلن بصورة واضحة عن موت التحالف الوطني بعد معاناة سريرية من الترهل وغياب اي دور وطني مسؤول تجاه القضايا المهمة .
٤) العد العكسي لإعلان التحالف الجديد الذي يضم المجلس الاعلى والتيار الصدري ، اذ كان متوقعاً له ان يعلن ، خصوصاً بعد التحرك الذي يقوم به المالكي وضمه للفصائل المسلحة ( الكتائب ، العصائب ، وغيرها من فصائل ) وغيرها من شخصيات عسكرية وقرب إعلانه عن هذا التشكيل والدخول في انتخابات مجالس المحافظات القادمة ، وبهذا التمهيد من الطرفين فليس امام التحالف الوطني سوى الانهيار وكان متوقعاً في ظل حالة التشرذم التي تعانيه قواه السياسية .
سكوت الحكيم كان وقراءه شي ، وكان متوقعا تماما ان ستكون هناك مفاجاة للجميع ، وقلب للطاولة على الجميع ، فالخطاب كان قوياً وذات رسائل واضحة لا تقبل التأويل ، وان على جميع القوى الشيعية الحذر من المجلس الاعلى ، وعدم الاستمرار في غيها وظلمها .
خطوات مهمة وثابتة للحكيم تحمل بين مفرداتها الكثير من الصبر والحكمة ، كما انها تحمل اوجاع خنجر الاخوان ، ولكن الجميل ان ينهض بعد جرح وألم ليستعيد عافيته ويقف من جديد ، وهذا ما يفعله الحكيم في خطواته والتي بالتأكيد ستكون مفتاح الحل لعراقٍ جديد مزدهر .