23 ديسمبر، 2024 3:01 ص

الحكيم بين التجذير والتغيير؟!!  

الحكيم بين التجذير والتغيير؟!!  

تميزت سيرة ال الحكيم بمحطات مهمة في تاريخهم وكان فيها الجانبان العلمي والجهادي فبرز في هذه العائلة المرجع والزعيم السيد محسن الحكيم (قدس) الذي حاز على درجة الزعامة للطائفة سابقاً غيره من مراجع التشيع في هذا المجال ، كما هي السيرة الجهادية والتي كانت هي الاخرى متميزة فكان من ابرز القيادات التي وقفت بوجه الإنكليز ومساندة قضايا الشعوب في العراق والمنطقة عموماً ، كما برز من ابناء الزعيم المرجع القادة امثال السيد مهدي الحكيم(قدس)  الذي كان سفير المرجعية الى العالمين العربي والإسلامي ، وأية الله السيد يوسف الحكيم واية الله السيد محمد باقر الحكيم والسيد عبدالعزيز الحكيم وغيرهم من ابناء الامام الحكيم الذي كانوا لسان حال مظلومية الشعب العراقي في المحافل الدولية.
استطاع السيد محمد باقر الحكيم من لملمة شتات المعارضة العراقية في الخارج عبر تشكيل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق آنذاك ، جمع فيه شخصيات سياسية ودينية , وكان السيد الحكيم محور هذا العمل وقطب الرحى فيه لما يحمله من تاريخ حافل بالتضحيات ومتكأً علمي يستند عليه , فتشكلت من ذلك مدرسة شهيد المحراب لتحمل اسماء سياسية يكونو اعضاء في المجلس الاعلى وضمن تشكيلة المعارضة في الخارج ويعملون كأدوات في قيادة البلد بعد سقوط النظام البعثي .
بعد مرض السيد عبد العزيز ووفاته (رحمه الله) حدث تلكوء في مستوى اداء المجلس الاعلى على المستوى التنظيمي والسياسي وارباك في الحركة الداخلية للتيار وما ان رحل عزيز العراق حتى استطاع ولده السيد عمار الحكيم من حمل راية المجلس الاعلى من جديد والسعي الى اعادة ترتيب اوراقه الداخلية عبر تشكيل لجان التطوير سواء داخل التيار او عبر تفعيل الدور السياسي للمجلس الاعلى سواء على المستوى السياسي او اعادة هيكلة وتنظيم مؤسساته الداخلية والتنظيمية .
الحكيم الشاب بدء مشواره بأعاد تشكيل وهيكلة مفاصل ومؤسسات التيار بالاعتماد على الدماء الجديدة والكفاءات في تطوير عمل مؤسسات المجلس الاعلى , الامر الذي ولد حالة من التهميش للقيادات السابقة وبروز حالة من عدم الرضا لهذا التغيير في تيار إسلامي جاء بتضحيات وجهاد مدرسة شهيد المحراب , ورغم التلكأ والضعف الذي اصاب بعض مفاصل التيار الا انه استطاع في وقت قصير من تحقيق نقلة نوعية وتغيير جذري سواء على المستوى التنظيمي اوعلى مستوى الحضور السياسي فبعد تراجعه بـ 6 مقاعد اصبح المجلس الاعلى 30 مقعدا في مجلس النواب , واصبح مكتب الحكيم محطة انظار السياسين سواء على المستوى الداخلي او الاقليمي او الدولي .
خلال الفترة الماضية برز نقاش حاد في الغرف الضيقة بين الجيل السابق وبين الجيل الجديد في محاولة لإعادة دوره السابق ، والذين يتحملون جزء كبير مما اصاب تيار شهيد المحراب من تلكوء او تراجع ، او تجسيد التاريخ الناصع في صنع قيادات قادرة على ادارة البلاد بعد التغيير ، وإعادة دور مدرسة ال الحكيم في صنع شخصيات تساهم او تُمارس الدور السياسي ، فلولا عباءة شهيد المحراب لم يكن هناك فلانا او فلان .
ان عملية التغيير مطلوبة ، والدماء الجديدة لابأس بها ، على ان يكون التغيير مبني على اسس متينة تحاكي ذلك التاريخ وتلك التضحيات دون ان تبخس الناس دورها او تضحياتها ، وضرورة ان يكون هناك عمل مشترك بين الجميع دون تهميش او إقصاء لأحد ووفق مبدأ الكفاءة والنزاهة والولاء للمرجعية الدينية العليا ولتيار شهيد المحراب ، وتشخيص الخلل ، والوقوف على الخطا ، ومحاربة الفساد بالآليات القانونية ، فما اكثر من سرق من المال العام ولم يحاسب ولم يسال بل سيكون عدم المحاسبة مبرر للآخرين للسرقة ، وضرورة الاعتماد على العمل المؤسساتي ، واعتماد الخبرة في الأماكن الحساسة ، والتي تكون بمساس مع المواطن ، واختيار الأشخاص ذو السمعة الحسنة ، ومن ابناء التنظيمات ، لا ان يكون دخيلاً عليهم ، كما يجب الاهتمام بالقيادات الوسطية ووفق مبدأ الولاء والاخلاص ،  وتكون قريبة من المواطن وهمومه .
ان الخطوات المهنية التي قام ويقوم بها السيد الحكيم ، هي مهمة وجيدة في ضخ الدماء الجديدة ، وتخريج رجال دولة مخلصين مؤمنين بمبادى وأسس تيار الشهادة ، لا يعملون من اجل مكاسب انية او يجعلون المجلس الاعلى جسراً لتحقيق طموحاتهم ، ولكن امام هذا كله ينبغي ان يكون هناك عمل مشترك بين الجيلين والعمل على خلط الدماء القديمة بالجديدة ، وابراز حالة الخبرة مع الحالة الشبابية ، من اجل كسب الخبرات ، واحتضان الطاقات ، وليكون تيار شهيد المحراب مدرسة الحكيم لصناعة رجال المستقبل .