استغرب كثيرا من تصديق الشعب بتصريحات بعض القادة السياسيين عن تقاعد البرلمان وانه يجب ان تصرف للفقراء والمعدمين ويجب المحافظة على المال العام والقضاء على الترهل المالي غير المعقول وغير المجدي في بلد ينتمي لرسول الله الذي يقول من أصبح ولم يهتم بامور المسلمين فليس منهم ويجب ان نساعد اولئك الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء أصحاب بيوت الصفيح الذين رضوا بكفاف العيش وبيسير الخبز وهم تحت وطأة الإرهاب الدموي الذي يفتك بهم ليل نهار وعلى مرأى ومسمع من العالم اجمع ..هكذا يبدأ القائد السياسي العراقي في الحديث عن تقاعد النواب…لنسأل سؤال بريء اين كان القادة السياسيين العراقيين عن هذا الأمر من قبل ولماذا تكلموا الآن ,, ولماذا يسارعون إلى ركوب الموجة الشعبية التي تحركت ولأول مرة بدون وصاية القيادات الدينية والسياسية والأحزاب لماذا لا يتركون الشعب يعبر عن رأيه ويتبنى هذه المهمة بنفسه ولو مرة في حياته ليشعر بوجوده ولينفض غبار الخضوع والاستكانة والتبعية وليطالب بالحقائق بعدما دُجّن على المصالح لماذا تركبون الموجة وهي في بدايتها هل خوفا من نجاح الشعب في تحقيق مطلبه ومن ثم يتجرأ على مطالبات اكبر وأكثر من هذه كمطلب عدم انتخاب أي شخص شارك في الحكومة او البرلمان في سنوات الدماء والإرهاب التي كانت ولا زالت ترسل الناس الى الموت بلا رحمة ام هل تخشون تحقيق مطلبه بنفسه وبذلك يستغني عنكم وعن وصايتكم التي لم تجلب له الا خطبا رنانة لم تري الضمان غير السراب والأغرب من ذلك ان مثل هذه الأمور تنطلي على الكثير من الشعب لسذاجته وبساطته وربما طيبته حيث اعتبر الكثير من أفراد الشعب المتنازل عن تقاعده شخص وطني ومستجيب للمطالب الشعبية,, ولست ادري كيف يتنازل شخص عن حق ليس له ؟ ومن اعطاهم الحق في استلام الملايين مقابل تواجدهم في البرلمان او الحكومة لسنوات قليلة قضوها مهاترات وجدالات عقيمة ونفعية وفئوية!! الجميع يعلم ان السياسيين الآن في مزايدات انتخابية وسباق إعلامي واستعراضي فنحن من حقنا ان نسأل السيد الحكيم أين كانت كتلة المواطن عن تقاعد البرلمان ولماذا تنازلت الآن وكذلك نسأل رئس الوزراء الذي طالب بإلغاء تقاعد البرلمان وكتلة الأحرار لماذا لم تطالبوا من قبل بإلغاء تقاعد البرلمان لماذا تسارعون ركوب الموجه واستعباد الجماهير ليتكم تتبنون مطالب الجمهور دون ضغط شعبي لماذا انتم في البرلمان اذا ومن تمثلون اذا كان جمهوركم هذه مطالبه,, ان هذا الشعب الذي اختلطت عليه الأوراق وأصبح يعيش في ضبابية وعدم وضوح وفي حيرة من أمره ان لم ينتخب تسلطتم عليه وان انتخب عبثتم بحقوقه ,, لله صبره من شعب كيف لا يخرج شاهرا سيفه وهو لا يجد قوت يومه كما قالها الغفاري من قبل ولكن لا اعلم لما هذه السذاجة التاريخية الملتصقة بهذا الشعب المسكين ولماذا يلدغ عشرات المرات من نفس الجحر وهو لا ينفك يعيد يده التي اعتادت السم وتجرعته بمرارة ظنا منها ان القادم أفضل ولكنه الآن يئن بعد ان فقد مناعته من تحمل هذه السموم وربما يخرج ذات يوم ليبتلع الجحر الذي لدغ منه ويلفظ السياسيين جميعا لأنه ان ثار فانه يحرق الأخضر واليابس فالثورة تقلع كل ما يقف في طريقها حسنا كان او قبيحا خلاف الإصلاح الذي يعالج الاعوجاج ويقومه لذا نحن نريد ان تكون مطالبة القادة السياسيون بحقوق الشعب ذاتية ومن صميم عملهم وليست عرضية ونتيجة للضغط الذي حصل عبر الفيسبوك حيث أصبح الفيسبوك هو القائد الوحيد الذي لبّى مطالب الجمهور العراقي بدون شروط وبعيدا عن الفئوية الضيقة والطائفية المقيتة والتحزب والتخندق للشخصيات والأحزاب,, اذا نجح هذا المطلب فانه سوف يكون أول تخندق ايجابي خارج لعبة السياسيين الذين يسارعون كما ذكرت في لجمه ومن ثم تبنيه والانطلاق به.
