18 ديسمبر، 2024 8:02 م

(قصه قصيره جدا)
أعتاد الناس في البلدان المتخلفه والعراق جزء منها للتعبير عن مشاعرهم في مناسبات العزاء والافراح أن يطلقوا النيران الكثيفه في الفضاء ، غير آبهين للنتائج الناجمة عنها ، ولعل آخرها ماحدث يوم 29/12/2017 في بغداد عندما فاز المنتخب العراقي لكرة القدم على نظيره اليمني حيث قام عدد كبير من الشباب المتهور بأطلاق العيارات النارية الغزيرة في المنطقه التي يسكنها حامد . وحامد هذا لديه سياره بيك أب 2 طن لبيع غاز الطبخ ..
كان قد عاد لتوه من تعبئة جميع قناني الغاز ..
لما كان الرجل ممتعضا جدا من أصوات ألاطلاقات الناريه وإزعاجاتها وتداعياتها الخطره ، وعدم تحرك الجهات ذات العلاقه لوضع حد لهذه المهزلة ، دفعته غيرته أن يقوم بالمهمه بدلا عن الحكومه وبطريقته الخاصه التي لاتخلو من الغرابة ، وربما المغامره ايضا!
خرج بسيارته في المنطقه مستعينا بالسماعات التي يستخدمها لبيع الغاز وقام ينادي بصوت عال :-
(ياناس الخاطر الله لحد يرمي ..لحد يرمي ..تره ضوجتونا، وطلعتوا رواحنه .. عيب ياناس والله عيب )..
ظل يكرر كلامه عدة مرات ..
لم تمض دقائق وإذا برشقة من سلاح كلاشينكوف تصيب احدى قناني الغاز وتشتعل فيها النيران ! ..وبسرعة شديده كبرت مساحة النيران لتشمل جميع القناني وأضحت كما لو انها كدس للعتاد يحترق في ساحة المعركه..
إنها نار جهنم حقيقيه..
أما حامد الذي ترجل وبسرعه منذهلا ومرتعبا من منظر النارالمشتعلة في سيارته ، تركها وأبتعد عنها لتصبح فريسه تلتهما النيران ، وهو يلطم على رأسه بكلتا يديه ويصرخ :-
أويلي أنهجم بيتي .. راحت سيارتي..
حرارة النيران امتدت عشرات الامتار ، والناس الفزعة جدا من هذا المنظر الرهيب تراقب بأندهاش خاتمة هذا المشهد المريب..
أصوات قوية جدا تشبه انفجارات القنابل الكبيرة نجمت عن اشتعال وانفجار إطارات السياره..
لم يمض كثيرا من الوقت ، ففي بحر 40 دقيقه باتت السياره ومحتوياتها كومة من الرماد الاسود ، وتنبعث منها روائح تزكم الانوف دون أن تصل اليها سيارات الاطفاء ..
أما مطلقي النار فتواصلوا بفصول مسرحيتهم بأطلاق النيران بكثافة يرعبون فيها الاطفال والنساء ، والحكومه ساكته !!