في القرآن لا نجد اي قول او اشاره او تلميح الى الحكومه الدينيه او شكلها او اسم من يتولاها او مهامها او كيفية ترتيبها للحكم وبأية أدوات.
والرسول الذي علم المسلمين كل ما يجب (حتى تفاصيل كثيره تتعلق بالمآكل والملبس ونظافة البدن)ثم أكد عليهم في حجة الوداع انه قد أبلغهم بكل مايجب”الا هل بلغت اللهم فاشهد “لم يشر مطلقا الى الدوله.والحكم ونظامه والحاكم وكيفية اختياره ولو كانت مسالة الخلافه كما يظن البعض من المسائل الدينيه الرئيسيه لبين الرسول ذلك.ولو انها عدت من المسائل الدينيه الأصليه للزم حينئذ ان يكون دين الاسلام ناقصا في عهد النبي لانه لم ترد نصوص شرعيه بخصوصها في زمنه والايه تقول (اليوم اكملت لكم دينكم).
ويقول الفقيه الآمدي “اعلم ان الكلام في الامامه ليس من أصول الديانات .بحيث لا يسع المكلف الأعراض عنها والجهل بها”فالإسلاميون اذ يطرحون فكرة الخلافه والدوله الدينيه لا يحاولون احياء شعيره دينيه وإنما اقتناص حكم .يفرضون من خلاله سطوتهم على اعناق البشر.
ولنا ان نسأل بأي حق؟ومن منحهم هذه الولايه علينا؟وبأية صفه؟وماذا لو تنازع الولاة ،أهي الحرب الضروس؟.
ان الامر كله لم يرد في القرآن ولا في السنه.انه اختراع انساني ،للمتعامل معه وبه وضده في حدود انه اجتهاداتساني قد يخطئ وقد يصيب،ولنحذر من استخدام لغة ألقوه والاكراه فهي بعيده عن الدين وحدوده.
حيث نجد ان الخلافه والولايه لا أساس لها في صحيح الدين ولا في اصوله ولا حتى في فروعه.
والمرض المتأسلم ينبع من تسييس الدين كخطوه نحو التغلب علينا ثم فرض ولايتهم “ولاية المتغلب”عنوة وقهرا.ثم يمضون في احكام قبضتهم على أعناقنا تحت ستار من تأسلم زائف .وما كانت دعاوى السابقين بأنهم اصحاب الولايه على المسلمين وهي دعاوى استخدمت السيف لحسم الخلافات الفكريه التي تتبدى لتبرر المنازعة على السلطه.ما كانت هذه الدعاوى جميعا سوى محاولات لتسييس الدين ،اي تديين المنازعة على السلطه وإعطاء الفعل(الذي غالبا ما كان عنيفا بل وبشعا)غطاءا ومبررا دينيا،فيتبدى”التوحش”في معاملة الاخر” المعارض او المنافس”كأنه اقتراب من أبواب الإيمان .
وتتوالى محاولة فرض ولاية المتغلب فيعلوا الزعم بأنهم “جماعة المسلمين “فقد والى صحيح الدين ومن خالفهم فقد خالف صحيح الدين.ثم تستند محاولة تسييس الدين الى محاولة تفسير “النص”تفسيرات تنطبق على الاهواء والغرض.لتلائم مايريدون وتبرر مايفعلون دون الرجوع الى حقيقة النص وأسباب التنزيل وبواعثه مما أدى بهم الى مواقف مشينه..ومن سوء حظ صحيح الاسلام .ان هؤلاء الاسلاميون قد ارتفع صوتهم في زماننا هذا،بحيث استطاعوا ان يوهموا البعض ،وان يروعوا البعض الاخربتفسيرات هي في النهايه رأي شخصي”انساني”وهي اجتهاد قد يخطئ ويصيب.استطاعوا ان يوهموا البعض بأنهم وحدهم صحيح الاسلام ..وان يقيموا من أوهامهم وادعاءاتهم المتأسلمة خيمه تلقي بظلالها السوداء على صحيح الإسلام وعلى مناخنا العام فتجعله عنيفا شرسا لايطاق..
وما كان ذلك كله سوى اندفاعا نحو شهوة الحكم والتحكم .لكنه في النهايه اندفاع بعيد عن صحيح الاسلام وعن إطار مصلحة العباد..