يعتبر موضوع الفساد في العراق من المواضيع المهمة المتصدرة للمشهد الاعلامي داخليا وخارجيا ومما يعزز حضور هذا المشهد هو تركيز السيد رئيس الوزراء في كل خطاباته على موضوعة محاربة الفساد والقضاء عليه بالاضافة الى ان الشعب العراقي اصبح يتحدث بصوت مرتفع ويعبر عن غضبه الكبير ونفاد صبره تجاه مايجري من عمليات فساد ممنهجة مما يحتم على القوى السياسية ان تتدارك الواقع الاقتصادي المتهالك نتيجة للفساد الذي ينخر بجسد الدولة العراقية هذا الغضب الجماهيري الذي يتزايد يوما بعد يوم بسبب عدم اتخاذ رئيس الوزراء الخطوات اللازمة والمقنعة في حربه ضد الفساد حيث ان كل الاجراءات المتخذة لاتتناسب مع حجم الفساد لذلك باتت التصريحات الرنانة للسيد رئيس الوزراء بخصوص محاربة الفساد بنظر الشعب العراقي بالونات اعلامية سرعان ماتنتهي دون نتائج ملموسة واذا مااستمر الحال فان العبادي سيخسر الكثير من التأييد الذي حصل عليه وستتجه بوصلة الرفض الجماهيري باتجاه رئيس الحكومة وتتخلى عن تأييدها له لاحساس الغالبية العظمى من الشعب بفشل الحكومة في ادارة ملف الفساد على الرغم من الدعم الكبير الذي تحضى به من قبل المرجعية والقيادات الدينية والشعب العراقي ، وللحقيقة فان السيد رئيس الوزراء مازال مترددا في حسم هذا الموضوع الخطير ويكتفي بالتهديد والوعيد في خطاباته في الوقت الذي لم يتبق من عمر حكومته إلا اشهر معدودة فاما ان يفي بوعوده التي يطلقها في كل مناسبة ويتخلى عن سياسة التسوية وارضاء الجميع في ادارة الدولة او يترك عجزه امام مافيات الفساد يتسلل الى نفوسنا ويتركز في عقولنا وعليه في هذه الحال ان يكشف عما وراء ستار المسرح السياسي الذي يجعله مترددا او متهاونا في حسم ملف الفساد ومحاسبة المفسدين..