23 ديسمبر، 2024 9:12 م

الحكومة وقنوات الاتصال

الحكومة وقنوات الاتصال

الاتصال علم قائم بذاته له وسائله وفنونه ونظرياته التي من شأنها ان تجعل القائم بالاتصال قادرا على ايصال الرسالة الى الجمهور ووفقا لما يحدده من اهداف .
ويقسم الاتصال الى مباشر وغير مباشر وبحسب هذا العلم يكون المباشر أكثر تأثيرا ووقعا على المتلقين، لأنه يلتقيهم وجها لوجه متعرفا على همومهم ومشاكلهم بصورة مباشرة ، دون وسائل او  وسائط ويكون فيه رجع الصدى اكثر من غيره.
أما الاتصال غير مباشر (الجماهيري) فهو على العكس من ذلك، فهو يتحقق عن طريق وسائل الاعلام المقرؤة الموسوعة المرئية والذي يكون تاثيره اقل فاعلية بالرغم من المساحة الجغرافية التي يغطيها ووصوله الى جمهور قد يكون غير معروف بالنسبة للمرسل .
في هذه السطور البسيطة أود الوصول الى ان الكثير من سياسينا  ومسؤولينا في بغداد والمحافظات يعتمدون الاتصال غير المباشر عند ايصال افكارهم ومعلوماتهم او قراراتهم للجماهير وحتى عند ما يتعلق الامر بحل مشاكلهم او تقديم الخدمات اليهم يسلك المسؤول هذا الطريق  وبالتالي تكون تلك الحلول مشلولة وغير ناضجة.
على مدى السنوات السابقة لم نجد مسؤولا واحداً تنازل عن عرشه وجبروته والتقى مباشرة بجمهوره الذي أوصله الى الكرسي مطلعا على همومه ومشاكله ولو لمرة واحدة كل عام باستثناء فترات الدعاية الانتخابية التي نجد فيها المرشحون ولسان حالهم  يقول: “اننا خدامكم” وتنعكس مع اعلان النتائج.
وعلى العكس من ذلك نجد الكثير من السياسيين قابعين دائما في قصورهم الزجاجية مهتمين بمصالحهم الشخصية التي تعتمد على مبدأ المنفعة الذاتية تاركين العباد المساكين يتخبطون ويلعنون اليوم الذي صوتوا فيه لصالحهم.
بعض السياسيين تحججوا بالوضع الامني متخذين منه ذريعة عدم نزولهم الى الجماهير خائفين من اي اعتداء يودي بحياتهم وبالتالي تنقطع منافعهم الشخصية الدنيوية  متناسين ان للتاريخ شواهد كثيرة جعلت من صور الديكتاتور رجلا وطنيا عن طريق التماس الظاهر مع الجماهير على الرغم  مما يحمله من طغيان وجبروت  وتفرد في السلطة.
نقولها بصراحة ان على رجالات الحكومة ان يجتهدوا في الاختلاط بالشعب والتعرف عن قرب على همومه ومشاكله سبيلا لرضا الله والوطن  ومن يجد غير ذلك فليفسح المجال للاخرين الذين باستطاعتهم خدمة البلد في اصعب الظروف.
[email protected]