بدأ القلق يساور غالبية العراقيين خوفا ان تنتهي الساعات الأخيرة دون تشكيل الحكومة المنتظرة بفارغ الصبر ، بعد كل أرهاصات الصراع والمعاناة التي ترافقت مع إزاحة المالكي وتهديداته بالإستحواذ على السلطة لدورة كارثية ثالثة أوعدنا بمروها من بوابة الجحيم ..!؟
انتهى شهر من الانتظار الدستوري ،شهر كان ينبغي ان يكرس لتوافق في البرنامج الحكومي الذي يضع حدا للازمات والخلافات والملفات السلبية الموروثة من سنين الموت الماضية .
لكن النتيجة تبدو ان اشكاليات الواقع وتضخم الذوات هي اكبر من قدرة المتفاوضين على حلحلة العقد في الأفق السياسي ، واقتراح مسودة مشروع وطني يحمل انفاس وافكار الجميع ، وينهي معاناة نحو ثلاثين مليون عراقي ..!؟
المفارقة هنا ان الخلافات ، كما تظهر لجميع العراقيين ، خلافات وتخالف وصراع لم يحدث حول محاور البرنامج الحكومي وإصلاح اوضاع الشعب والعملية السياسية المخربة ، وانما في الحصص التي يجب ان يحصل عليها كل من الفرقاء في الحكومة المقبلة ، والحصص هنا بالوزارات واهميتها من ناحية النفوذ والتخصيصات المالية والمواقع الحكومية النافذة …!؟
بمعنى صراع محوره الكسب والغلبة في ظل ظروف ضاغطة دمويأ وزمنيا ،وتراكم أزمات لم يشهد لها تاريخ العراق السياسي والإجتماعي ، ومن هنا فأن الإفتراق والخلاف ، سوف يتقدم على روح الاتفاق والتشارك والتسامح ، كما يرى الكثير من العراقيين المتشائمين .
ان الحرب الإعلامية الدائرة بين احزاب القائمة الواحدة ، وسلوك النتف على شاشات الفضائيات ، وهي تعيد استذكار صراع الديوك ، ناهيك عن اسلوب الطعن والتخوين والاتهام بالتآمر ، وهذا الإستبدال المستمر بالوزارات بين الاحزاب المتغانمة على السلطة ، ومزاد المواقع والوزارات ودخول حيتان المال والتجارة والسمسرة والإعلام على خط التصارع والبورصة الحكومية ، وضع الجميع على مشارف الإحساس ، بان وعود شهر آب ، عن تمثيل حكومي يتصف بالكفاءة والنزاهة والإختصاص ، تذهب مع رياح ايلول ..!؟
العيون والقلوب تنتظر يوم غد بفارغ الصبر ، واذ يعلو صدأ اليأس والمخاوف على مشاعر الناس المحكومة بالموت والقلق واللاجدوى ، فأن ثمة نافذة ضغيرة تبقى مفتوحة في أفق الأنتظار تطل منها العيون والقلوب بفارغ الصبر ، أملاً بواقع آخر جديد تنخفض به معدلات اليأس والموت والفساد في هذا البلد المستباح .