6 أبريل، 2024 9:09 م
Search
Close this search box.

الحكومة والبرلمان ..بين مطرقة الشعب وسندان ايران..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحشود الهائلة في ساحة التحرير وشوارع بغداد وازقتها واستمرار الزخم الجماهيري رغم المخاطر التي تصل الى حد القتل احيان كثيرة ..والدعم اللوجستي من العوائل للمتظاهرين وتناصر المحافظات وعدم الالتفات الى قرارات البرلمان المخدرة بالاصلاح والرواتب والاستقالات المخادعة لأعضاءه ،، واصرار الشباب بل والشيوخ والاطفال والنساء والطلبة على الوجود في الساحات والهتاف ضد المحتل ونظامه المعين في العراق ،،كل هذا كان يجب ان يفضي في الاقل الى نتيجة منطقية بسيطة وهي استقالة الحكومة وانتخابات مبكرة او تعيين بديل يدير البلد ويسير امورها الى حين تعديل الدستور وما الى ذلك من اجراءات رضخت اليها حكومات بلدان مجاورة(دكتاتورية) تحت ضغط جماهيري اقل من هذا ..بل ان انظمة سياسية بكاملها رحلت !
فما السر في تشبث فاسدي الخضراء الى الان واللجوء الى حلول ترقيعية لا تسمن الشعب ولا تغني من جوع الجماهير.!
انه الضغط الايراني ولاشك ..يد ايران الوحيدة وذراعها الباقية في العراق والمنطقة هي حكومة الخضراء ..الثروات الهائلة والزخم الاقتصادي والتبعية المطلقة والبنك المركزي العراقي والنفط والمراقد المقدسة (المجانية الزيارة والعميقة الاستخدام العقائدي ) ..كل هذا متعلق ببقاء هذه الحكومة وديمومتها ومعها النظام السياسي والبرلمان الطائفي المحاصصي والديموقراطية الامريكية الهجينةً،، كل ذلك سينهار اذا استقالت الحكومة تحت ضغط الشعب ،،
فاإيران تعرف انها لحظة وعي كبيرة وتحولية لدى الشعب العراقي واجياله الجديدة (التي سحقتها واذلتها لعقدين متتاليين) وتعرف انه اذا استقالت الحكومة فلن تفلح لعبة جديدة كما كان في السنوات الماضية من تدخل تيار معين او تبديل ديكوري لشخصيات سياسية او او ..في ارضاء الشعب وتهدئته ، بل سيستمر الحراك والاصرار الى ان يتحرر العراق كليا وتطرد ايران فعليا ..وحتى امريكا واذنابها في المنطقة من الحكام العرب ..فالامر مختلف هذه المرة ، وهذا مالن تقبله ايران بسهولة كما قلنا في مقال سابق بعنوان (بوادر اسقاط الاحتلال الايراني للعراق) ..ولذا ترى الحيرة والارباك باديين على تصرفات ووجوه الحكومة وكتل البرلمان ..فهم تحت ضغط كبير لقادة ايران الذين يجبرونهم على الصمود ويعدونهم بالحلول (قمعية وترقيعية وغيرها) ويهددون من يحاول الاستقالة منهم حتى لو كان غير مؤثر لكي لايفتح بابا لهذا ويتصاعد الزخم الجماهيري ، وفي الوقت نفسه تقف الحكومة عاجزة عن الصمود بوجه هذا المد الشعبي المتزايد ، وعندما تحين الساعة سيركب السفير الايراني وسليماني ومستشاروهم الطائرة الى بلدهم الآمن ،،وسيواجه الفاسدون والتابعون العراقيون في الخضراء مصيرهم “الاسود “وحيدين”،،
فللاسف العراقيون الغاضبون لم يعرفوا المحاكمات عبر تاريخ محاسبتهم لطغاتهم وجلاديهم ،، بل السحل والتحريق والتمثيل على الدوام ،،من جيل الفالة والمكوار الى جيل البرنو والنكريزية الى جيل الدبابة ..ولا اظن جيل “التكتك” سيشذ عن ديدن اجداده ..!
اللهم سلم وارشد العراقيين الى طريق قويم وطريقة جديدة حكاما ومحكومين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب