18 ديسمبر، 2024 10:43 م

الحكومة مرآة الشعب.. من يصلح من؟

الحكومة مرآة الشعب.. من يصلح من؟

كثرت الحروب التي خاضها العراق، في ضل حكومة تعشق البارود والنار، نتاجها بدا واضحا للعيان، من جوع و خوف من المجهول، اثر بشكل مباشر على سلوكيات الفرد العراقي، وترسخ قانون الغابة؛ الذي عمل به وأسسه حزب البعث الفاشي، للسيطرة على الشعب، والنيل من الصالحين، وبناء جيل من الفاسدين.

حارب المؤسسات الدينية، والثقافية، ومنع الكتب والعلم، وأسس أنظمة وحشية لقمع كل معارض له، جعلت من المواطن يشعر باليأس والإحباط، فانتشر الفساد الإداري والمالي، في كل مفاصل الدولة، بل أصبحت الرشوة سياق عمل في كل الدوائر، وازدادت سوءا، بعد فرض الحصار على العراق، قد أوصل الجشع والاستغلال الوظيفي، إلى أعلى المستويات.

ترسخ في تلك الفترة من الزمن -وعلى مدى ثلاثين عاما- مفهوم الفساد، بكل مفصل من مفاصل الحكومة العراقية، وأصبح جزءا من نظامها المعاملاتي، وقد تربى جيل كامل على هذا المفهوم الخاطئ، وما نشهده اليوم، هو صورة مكتملة لتربية حزب البعث، وهذا الواقع المرير الذي نعيشه، كان ومازال يعكس سوء اختيار الشعب لممثليه، في العهد الجديد، حيث أتاح النظام البرلماني الديمقراطي، حرية الاختيار لكل مواطن عراقي.

إن المجتمع العراقي تطبع بتلك الصفات السيئة، التي زرعها صدام وحزبه المجرم، بقوة النار والدم، أفسدت نسبة كبيرة من منظومة الفرد العراقي، الأخلاقية والدينية والثقافية، وبعد السقوط النظام الصدامي، والانفتاح الانفجاري الكبير، كان من الصعوبة إصلاح طبع المجتمع بسرعة.

وهناك حقيقة قرآنية، أقرتها الدراسات الاجتماعية والنفسية، وهي إن المجتمع يحتاج 35-40 سنة لتغيير طبع معين فيه، ومجتمعنا تطبع بسبب تلك السياسات البعثية، لذلك نحتاج لهذه المدة للتغير “فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض”.

لكن مع وجود المدرسة الحسينية العظيمة، التي هي السبيل الوحيد للتغيير، وان الحسين”عليه السلام” .. وطريقه الإصلاحي، كفيل بإصلاح امة بأكملها، بشرط تكثيف من المجالس الوعظ، والمواد المطروحة في هذه المجالس، يجب أن لا تقتصر على سرد المصيبة فقط، وإنما تتطرق لجانب الإصلاحي والأخلاقي الذي جسده إمامنا العظيم .. بكل التفاصيل.

تعد الظاهرة الحسينية، هي الطريق الأسرع لإنقاذ هذا الشعب من الجهل والسوء المعاملة والأخلاق السيئة، إلى نور محمد وال محمد(عليهم أفضل الصلاة والسلام)، يجب التثقيف لحضور كبير، سوف لن نحتاج ال35-40 سنة، لتغيير هذا الواقع المرير.. بل بضعة سنين ستكون كافية، لو استمر نهج الحسين (عليه السلام) فينا