23 ديسمبر، 2024 2:07 م

الحكومة  لنا أم علينا ؟

الحكومة  لنا أم علينا ؟

لقد طال الأمد وضاق الصبر وحضُر الخطر والكارثة ستحل لا مفر حيث لا مناص من يوما ًعبوساً قمطريرا قد يستَعجل العابثين قدومه ، وسط صمت الضمائر في غياهب حُب الأنا من الذين تشبثوا بدينارهم ودنياهم الزائلة على حساب كل القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية . ولعل الخطر يكمُن في سطوت هذا النموذج على مقدرات البلاد والعباد كما هو الحال في العراق اليوم نتيجة التمادي وغض البصر المستمر والمتزايد لدى الطبقات الحاكمة ،، لما يجري على هذا البلد الجريح وشعبه ، بل ومن عجب العجاب أن قسماً من الذين يمسكون زمام الأمور ويديرون مفاصل مهمة في الدولة ، نجدهم إما في الخارج يرتعون ويتمتعون بأموال السحت الحرام ، التي ينهبونها منا ويتآمرون بها علينا بإرسالهم ذئاب المرتزقة العرب ، لتنهش من للحوم أبناء وطنهم ،، والبعض من القسم الأخر ممن  يتقوقعون خلف أسوار القلاع المحصنة حتى أنهم لا يرون الشارع ، إلا من خلال التقارير التي تحمل لهم ولا يخرجون من جحورهم إلا اللهم في الحملات الانتخابية فقط ،، وليس لهم علاقة بكل ما يحدث من خراب ودمار وحرمان وفساد واستهداف متكرر لأمن المواطنين بطول البلاد وعرضها وكأن هذا الشعب لا يستحق الحياة ، تاركين الحدود مفتحة على مصارعها لمن هب ودب هذا ان لم نقل ان جلهم لا تخلو يداه من مسؤولية ما يحصل ، وإلا ما تفسير هذا السكوت المريب وعدم محاسبة أو إقصاء للمعنيين بالملف الأمني مثلاً ؟ ثم ما معنى هذا الإصرار على الاستمرار في نفس الخطط التي ثبت فشلها بالدليل القاطع ؟ هل انقطع بنا السبيل مثلاً ! أو انه لا وجدود لتكنولوجيا حديثة ومتطورة في العالم متخصصة بمكافحة الإرهاب يمكن الاستفادة منها ! (لو الكراسي والمناصب أهم من حياة الناس) ، وكأن المواطن المسكين مقسوماً عليه أن يدفع ثمن انتمائه لهذا الوطن ، ويقضي أغلب وقته في معتقلات الطرقات دون فائدة تذكر ، جراء الاختناقات المرورية بسبب السيطرات التي لا يكاد يخلو منها مكان ، والتي هي الأخرى ثبت فشلها أيضاً ، آلا يعرض كل ذلك مكانة الحكومة وهيبتها إلى دائرة الشك والريبة ، هذا ان كان لديهم خجل علماً لو أن جزئا بسيطاً يحصل في أي مكان أخر من العالم مثل الذي يحصل في العراق لرئينا كيف أنهم أقاموا الدنيا ولا يقعدوها . نعم للأسف الشديد أن بلداً شرذمته التدافعات الشخصية والحزبية تحت ظل حكم الغاب ليس له حول ولا قوة إلا بالله . وما تحصل هذه الأيام من جرائم بشعة ومتكررة في بلداً قل فيه الناصر والمعين إلا دليل سافر وواضح عن تقصير عالي المستوى ليس إلا  .وان الذين قصروا أو وقفوا وراء مجازر الشعب العراقي سوف لن يتداركوا حتى عض أصابعهم ندماً في يوماً قد يكون قريباً ، فاحذروا عندها صولة الحليم إذا غضب.