22 نوفمبر، 2024 10:38 م
Search
Close this search box.

الحكومة جهاز استنساخ عراقي

الحكومة جهاز استنساخ عراقي

بعد كل دورة أنتخابية تمر على العراق منذ سقوط الطاغية الى اليوم وهناك أدواراً محددة  لا يتعداها العراقيون و كأنهم يمثلون مسرحية حسم المخرج أدوارها فالجمهور بعد كل أنتخابات يثور و ينتفض و يلعن قادته السياسيين الذين يتقاسمون الكعكة فيما بينهم و يوزعون المناصب كغنائم الحروب و الوزارات كسبايا أسيرات على أسماء تتكرر بذاتها ، تتنقل بين هذه الوزارة و تلك و لا يهم كيف أداروا هذه الوزارة فشلوا أم نجحوا ؟ هل خدموا الناس أم خدموا أنفسهم ؟ هل مثلوا الناس أم مثلوا عليهم ؟ هل أدوا الامانة أم خانوها؟ هل مدوا جسور التواصل مع الناس أم تمددوا على حساب الناس ؟ هل تغير حالنا معهم الى الافضل أم تغير حالهم معنا الى الافضل ؟ فيستمر دور الجمهور باللعن و الاستهزاء و السخرية و الانتقاد اربع سنوات ثم يأتي يوم الانتخابات فيزحف نفس الجمهور لينتخب نفس الوجوه و الاسماء التي كان يسبها و ينتقدها لتبقى نفس المصيبة و السبب لأنها لم توفر له الخدمات و لا الامن و لا شيء من وعودها التي تطلق عنانها في حملاتهم الانتخابية و هكذا دواليك تتكرر هذه المسرحية و لا نعلم متى يسدل الستار على فصلها الاخير ليعلن المخرج أن العرض أنتهى فيصحوا الجمهور من غيبوبته المزمنة و يتوقف عن أداء دور صاحب اللسان السليط في اللعن و الكلام و الانتقاد ليتحول الى دور الفعل و القرار و التغيير الذي دعت له المرجعيات و القيادات و يعي من هم الرجال الذين يجب أن يمثلوهم في البرلمان و يتخلصوا من عقد السلطان و السلطة و الدوران في فلك من يمسك بالسلطة و يلتفتوا الى أن من يذكرهم فقط في شهر واحد وينساهم في باقي الأشهر لا يستحق أن يتربع بأصواتهم كراسي الحكومة و هكذا يستمر العرض فنتجت هذه الكابينة الوزارية التي لم تشهد تغييراً في الوجوه عن سابقاتها و أنما تبادل الادوار في المقاعد و كأن العراق عقم عن الولادة منذ مجلس الحكم و الى يومنا هذا . و عندما كنا نسخر من حكم صدام حتى يأتي حفيده  حفيد حفيده فلم يختلف كثيراً فسيأتي يوماً يرى أبنائناً حفدة هؤلاء و بنفس الاسماء ماداموا امتلكوا المال و السلطة و المكر ، و لن يتغير حالنا الا اذا خضعنا لقانون الله ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) .

أحدث المقالات