23 ديسمبر، 2024 9:41 ص

بحثت كثيراً في انواع الحكومات طبقاً لمعجم انواعها ووفقاً للمفاهيم السياسية ولكني لم أجد ماينطبق على حكومة العراق إلا مصطلح اطلقته انا هو الحكومة المجوفه .

هي مصطلحاً لوصف نوع جديد من اشكال الحكم تكون به الحكومة تغطي سطح اسطوانة مجوفه فالشعب بسذاجته ينتخب مجموعة من السياسيين ليشكلوا تلك القشرة الخارجية التي تمثل دور السلطتين التشريعية والتنفيذيه اما الحكومة الحقيقية فهي تلك التي تشغل الفراغ والحيز داخل تلك الاسطوانة فهي التي تصادر القرار وهي التي تحدد المصير فمن هي حكومتنا الحقيقيه ؟

لم يكن هناك مصطلحاً للحكومات المجوفه سابقاً بل هناك الشركات او كيانات المجوفه وهي قد تكون مجالس ادارة تدير منطقة لكن في الباطن تديرها مجموعة شركات تشكل هيكلها الاداري وفقاً لمصالحها .

ان المثال الأقرب للحكومة المجوفة هو حكومة اقليم كردستان فالقشرة حكومة منتخبة والقلب عائلةالبارزاني اذن الغطاء الخارجي هو للحفاظ على الشريان الذي يسري بالداخل ولأضفاء الشرعيه وصد الضربات الخارجيه وكلما تعمقت تلك القشرة وتصلبت بالحلفاء والشكل الديمقراطي اصبحت اكثر قبولاً وحافظت على النسغ المار في تجويفها .

حكومتنا مجوفه يمر بداخلها حكومة ايرانية بمستشارين في كل الوزارات وبمليشيات موازية للقوة ! الحكومات المحلية مجوفة ايضاً في جوف كل حكومة حزب سياسي فالبصرة للفضيله وميسان للصدر والقادسية لبدر والانبار للحزب الاسلامي وهكذا !

اذن في العراق لا توجد حكومة بدورها السياسي المؤسساتي كما لا ينطبق عليها وجود حكومة الظل ولا الدولة العميقه بل توجد حكومة مجوفة تشرعن مرور الحكومة الخفية فتظهر للعالم ومنظماته انها حكومة نتاج انتخابي انبثقت من الشعب وتعود اليه بينما هي في الحقيقه اسطوانه تحمي النسغ الخفي الذي يمر خلالها !

وحينما نراجع عدداً من الحكومات في الاقليم سنرى امثلة عديدة فحكومة الملالي في ايران مجوفة تمرر من خلالها حكم حوزة قم والحكومة التركية مجوفه يحكمها التيار الاسلامي للاخوان وحكومة الكويت والمملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية كلها تمثل حكومات مجوفه تحمي حكومات خفية لا يهمها شعب ولا جغرافيا ولا عدل بل هي المصالح والمكاسب ونهب الثروة وحصرها بيد الكارتيل الذي يسير النسغ الداخلي .

الحكومة المجوفة لا يمكن ان يكتب لها الحياة الا بغياب الوعي المجتمعي فإن كان الشعب واعياً سيحطم تلك القشرة وينتخب حكومة صلبة تضع مصلحته نصب اعينها ويبقى السؤال متى سيحظر الوعي في مجتمعنا ؟ وهل من أمل في المستقبل ؟