8 أبريل، 2024 3:08 م
Search
Close this search box.

الحكومة اللقيطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

من رحم الانتخابات المريبة المفعمة بالزيف والغش والتزوير ، وحرق صناديق الاقتراع ، وأجهزة السونار الحديثة ، وآلاف الشكاوي والاحتجاجات والدعاوي الغزيرة .. نبعت في مطلع تشرين الاول 2018 حكومة عراقية اقل مايقال عنها انها إمتداد لحكومة سابقة وصفت وبأجماع العالم بأنها أسوأ وأفشل حكومة بالعالم !
بدأت الانتخابات يوم 12/5/2018 ولأول مرة تستخدم المفوظية العليا المستقله للانتخابات أجهزة السونار الحديثة التي كلفت الدولة العراقية ملايين الدولارات . ليتم فيما بعد اختراقها من قبل الاحزاب الكبيرة بسهولة ويسر في أكبر خطوة للتزوير لم يشهد العالم مثلها في تاريخ الانتخابات ..
في عشية إعلان ألنتائج الاولية لتلك للانتخابات ارتفعت اصوات العديد من الاحزاب والكيانات السياسية ونشرت المواقع الالكترونية والفضائيات والصحف ، وجميع وسائل الاعلام السمعمرئية المقروئة احتجاجات بالجملة رافضة تلك الانتخابات ، ووصفتها بالمهزلة الحقيقية ، والتزوير المهول ، وانها غير شرعية بتاتا ..
على أثر ذلك وفي خطوة خجلة جدا ، ومن أجل ذر الرماد في العيون تم إقرار إعادة فرز بعض الاصوات لتكون هذه المرة يدوية بدلا عن الالكترونية ..
لتؤكد وفي خطوة مصرة على الالتفاف على كل ماورد مرة اخرى مطابقة نتائج العد والفرز !
وكانت مبادرة صورية لاتنم عن الجدية بل عن الاصرار في إتمام النهج الذي رسمته الاحزاب المتنفذة ..
تم اقرار النتائج رغما عن انف المحتجين والمعترضين والمنتقدين عيني عينك ، وبمباركة الدول كل من الشيطانين الاكبر والاصغر (أمريكا وإيران) ، وبتأييد المفوظية العليا المستقلة للانتخابات ، ومصادقة القضاء العراقي الاعلى ..
وكلنا ندرك ان المفوظيه العليا والقضاء مدى استقلاليتهما ونزاهتهما ولكن لو قالوا هؤلاء ومعهما أمريكا وإيران قالت الدنيا كلها !!
كانت النتيجة حكومة لقيطة بأمتياز برئاساتها الثلاث ..
إذن أول بأول تكون نفس الاحزاب ، ونفس الوجوه من الفائزين وبتفوق كبير ، فلا جدوى من أجهزة السونار ولا العد الالكتروني ولا اليدوي ، ولسان حالهم يردد المثل الشعبي الشائع (لو العب لو أخرّب الملعب) ..
لا محال هكذا يضيف العراقيون أربع سنوات عجاف أخرى الى رصيد أعمارهم المليئة بالحيف ، والظلم ، والقهر ، والفساد المستشري للحكومة . يضيفوها الى أعمارهم الحافلة بالحروب ، ودماء الشهداء ، والصراعات ، والحصار الاقتصادي ليزيدوا الفقراء فقرا ، والمعذبين عذابا ، والمعوزين عوزا ، والمغدورين غدرا ، وهم الغالبية الساحقة من الشعب ، بالمقابل لتزداد كروش الحكام انتفاخا ، وأرصدتهم ثراء ، وأمتيازاتهم نعمة..
أربع سنين ستكون حافلة بأنعدام الامن والامان ، والمفخخات ، والكواتم ، وتصفية حسابات السياسيين مع بعضهم البعض ، ومصادرة افراح الاطفال والنساء ، وفي مقدمة كل ذلك نهب ثروات العراق من قبل الحكام الذين اعتدنا على فسادهم المستشري ، وكل مامن شأنه اقلاق العراقيين بأمتياز ..
أما الحديث عن الملايين المهدورة لأجهزة السونار التي أعدت من أروع الجسور لتمرير عمليات التزوير المهولة ومحاسبة مستورديها ومقاضاتهم فهي تشبه الى حد بعيد بعمليات التحقيق الكارتونية الخاصة بتسليم الموصل واسلحة الجيش العراقي الى الدواعش عام 2014 بدون أية مقاومة ، إضافة الى مجزرة سبايكر ، وهروب اعتى المجرمين من سجن ابو غريب وغيرها الكثير من الجرائم الكبيرة ذات العيار الثقيل التي باتت طي النسيان وتم غض الطرف عنها ..
بأختصار شديد جدا أرى ان العملية برمتها تشكل إهانة كبيرة وأستخفاف لأرادة الشعب العراقي ، ومصادرة الف باء حقوقه ، كما انها تعد انتهاكا صارخا لأبسط حقوق الانسان ، وما بني على الباطل كان باطلا ..

عنكاوا

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب