18 ديسمبر، 2024 11:52 م

الحكومة العراقية وبعض وزاراتها هي المسؤولة! وليس “اللحوم الحمراء”!!؟

الحكومة العراقية وبعض وزاراتها هي المسؤولة! وليس “اللحوم الحمراء”!!؟

مرض “الحمّى النزفية” لم يأتينا من الخارج ولم يكن “الكراد” هو المسؤول عنها! إنما المسؤول عن وجود هذا المرض وأمراض عديدة أخرى منتشرة في العراق هو “أمانة العاصمة” وبلدياتها الفاسدة!؛ تتبعها “وزارة الصحة” وأخطائها وتقصيرها المستمر وربما المتعمد!؛ و “وزارة الزراعة” ومتابعتها المفترضة لبعض جوانب المشكلة! ثم “وزارة الموارد المائية” ومشكلة الجفاف ونقص المياه؛ وكذلك جهات أخرى مثل قوات عمليات بغداد ودورها في دعم تنفيذ الإجراءات الصحية وردع المتجاوزين؛ والأجهزة التنفيذية الأخرى المترهلة والمسيسة! ضحية المحاصصة والشراكة البغيضة! وأخيرا “بيضة القبان”!! وزارة المالية؛ الشماعة التي تعلق عليها كل نفايات وفساد الوزارات والدوائر المقصرة رغم المبالغ الضخمة التي تخصص لها وتتلقفها أفواه الحيتان المتوحشة المطمئة !! بأن ليس هناك لا حساب ولا عقاب ولا رقابة مالية ولا مطالبة بجداول صرف ولا هم يحزنون..وفوق كل ما تقدم تقع المسؤولية الأكبر على عاتق رئيس الحكومة وإهماله متابعة أعمال الوزارات والدوائر الأخرى ذات العلاقة والاكتفاء بالتقارير وبضعة إيضاحات في الجلسات الروتينية التي تجريها رئاسة مجلس الوزراء التي تزيّف فيها الحقائق وتُخفَى فيها الفضائح! ويقضون وقتهم في المجاملات والابتسامات وأحياناً الضحك على ذقون المواطنين الذين لم يتلقوا منهم غير التخلف والفقر والمرض والتشرد وأخيراً وبعد يأس المواطن من حياته البائسة يختار “الإستشهاد” ليس بضياع حقه بل بضياع روحه المعذبة في نهاية المطاف!!.. قفوهم فهؤلاء هم المسؤولون:
1- “أمانة العاصمة” وبلدياتها المترهلة والفاسدة! وإهمال التنظيف والعناية في المدينة وأطرافها ومن ثم تراكم النفايات وتعفنها حتى تتلاشى “ميكانيكياً” من قبل المنقبون؛ ثم قطعان الخرفان؛ ثم مجاميع الكلاب والقطط وأخيراً الجرذان التي تخشى منها القطط!! ثم يأتي دور “الذبان الأزرق”!! بل الأسوأ من ذلك قتل أو موت بعض الجرذان والقطط وتركها في الأزقة والحواري حتى تتعفن وتتفسخ في مكانها لتتلاشى مع الغبار والهواء الذي يستنشقه المواطن بما تحمله من جراثيم خطيرة وذرات غبار تحمل أنواع كثيرة من الأمراض ومنها “الحمى النزفية”.
2- وزارة الصحة ومستشفياتها وفروعها وعدم الإهتمام بالنفايات الصحية الخاصة والخطيرة وعدم الإهتمام بطرق الإتلاف والحرق المطلوب وتناثرها بما تحمله من جراثيم وتلوث خطير والعجز عن محاسبة المقصرين في هذا المجال.
3- وزارة الزراعة وعلاقتها بالحيوانات ومنها الأبقار والأغنام وتواجدها بين المناطق السكنية ورعيها في مراعي الأزبال والنفايات المتراكمة بين البيوت السكنية والحواري وما ينتج عن ذلك من سموم تدخل في أمعاء هذه الحيوانات وانتقالها إلى الإنسان.. حيث لا مانع ولا رادع لهؤلاء الذين يرعون هذه القطعان بكل حرية ولا محاسبة؛ ناهيك عن أماكن الذبح العشوائي على الطرقات بدون رقابة صحية أو زراعية!
4- وزارة الموارد المائية وعدم معالجة مشكلة المياه وتوفيرها للزراعة أو الشرب أو النظافة؛ ومشكلة الجفاف الذي يحيط خاصة بمدينة بغداد وتكاثر الغبار وقلة الأشجار.
5- دور عمليات بغداد والمؤسسات الأمنية الأخرى في مساندة الجهات الأخرى في تطبيق القوانين والأنظمة وعدم الاستهتار فيها وردع المخالفين وخاصة في الأمور الصحية والإسراف في استعمال الماء؛ والأطعمة المكشوفة والمشروبات الملوثة.
هؤلاء وأولئك هم أهم الأسباب التي تجعلنا نتعرض للأمراض والجفاف والقذارة والعطش ولا ذنب لـ “الكراد” ولا للكلاب ولا للجرذان ولا للقطط ولا لقطعان الأغنام ولا ” للذبان الأزرق” ولا لمرض “الحمّى النزفية”!!؟ كل أولئك أبرياء!! والمسؤولين أعلاه هم المقصرون والمجرمون بحق العراق وشعبه!؟