عادة ماتكون في الازمات بين الدول مفاجآت غير محسوبة لذا تعمد الحكومات التي تواجه او تعيش ازمة مع حكومة دولة اخرى الى تشكيل خلية ازمة من مختصين في هذا الشأن واحيانا ( حكومة مصغرة ) مثل مايحصل في اسرائيل وكانت اخر الازمات هي ازمة ( الطائرة الروسية ) بين تركيا وروسيا وادارها كل طرف بطريقة مختلفة حيث تركيا اوكلت ادارتها الى رئيسها ( اردوغان ) علما ان نظامهم برلماني والحاكم الفعلي رئيس الوزراء ولم يشاهد العالم او يسمع تصريحا او ردا او خطابا لاحد غير ثلاثة ( وزير الخارجية . رئيس الوزراء . الرئيس ) والرئيس هو اللاعب الاساسي في الازمة صنعا وادارة وعلى الجانب الروسي كان هناك الرئيس بوتين ومساندة من وزير الخارجية وسارت الازمة قرابة شهر من عمرها بين الشد والجذب والتصعيد والتهدئة لكن من دون وضع العالم على حافة حرب بين دولتين او اجباره على تحديد موقفه من الطرفين , ولو ولجنا من هذا الباب الى ازمتنا الحالية مع تركيا ( وجود قوات تركية على مشارف الموصل ) لادهشتنا خصوصية العراقي ليس في الازمات او السياسة وحدها وانما حتى في ( كبة الكبة ) التي لايتجاوز عمرها ( دقيقة ) واحدة وتقدم للزبون بكل فخر على صحن من ( فرفوري ) وفي تعاملات العشائر عندنا ( الطلايب ) يهول ابسط الاحداث واصغرها وتقف العشيرة كلها على رجل واحدة حتى يتدخل طرف ثالث ويطلب ( عطوه ) للطرف المهدد فيتوقف كل تصعيد وربما تنتهي القضيه بـ ( حب عمك حب خالك ) مهما كانت صعوبتها وفي السياسة خصوصا بعد مسيرتنا الديمقراطية الظافرة والتي اصبحت هرج ومرج اصبح كل صيدنا وعملنا ازمات والاتهام بالطائفية بين رعيان على اطراف العامرية وجرف الصخر يسبب ازمة في الوسط والجنوب وقد تسيير المظاهرات وتبح الاصوات من الشجب والتنديد والاستنكار واذا عبث كردي غير مدرك وغير مسؤول في اربيل تنشب ازمة بين بغداد واربيل ربما لايكفيها ولايحلها حتى اعتذار او تبرير من (صماخ ) كردي كبير في بغداد المهم نحن صناع ازمات بامتياز وعاجزون عن الحل بأمتياز اكبر ليس اليوم وانما من زمن القائد ( الضرورة ) الذي أزم علاقات العراق ليس مع دول الجوار او امريكا واوربا وانما حتى مع جزر فيجي التي لانعرفها حتى على خريطة العالم وازمتنا اليوم مع تركيا هي ازمة بسيطة بكل الحسابات الدولية ويمكن حلها من قبل سفيرنا في انقرة وفق القوانين الدولية وقد تنتهي دون ان يعرف بها العالم خصوصا وان تركيا تعيش ازمة مع روسيا ولاتريد لنفسها التورط بازمتين في آن واحد مع معرفتها ان الاصابع الروسية يمكن لها التلاعب في الخفاء بهذه الازمة لكن كيف ونحن الذين ( نركص الها بجفييه ) ونتباكى على مظلومية جديدة . اتمنى ان نكون في قادم الايام مثل بقية خلق الله من الدول لنا وزير خارجية يعيش في الواقع ويجيد مخاطبة الاخرين من النظراء وحكومة تعرف اختصاصاتها ورئيس حكومة لايشغله ( الطاطلي ) عن مايحدث في العراق وساسة لايسمح لهم بممارسة السياسة الا بعد فحص عقولهم وضمائرهم وتلقيحهم ضد الطائفية والحزبية والمناطقية وحقنهم بحب العراق .