طرح الشعارات والمقولات والكلمات والمصطلحات في فترة الهرولة نحو كرسي الحكم تختلف بل تنعكس كليا عند الوصول الى الحكم والقيادة والسيطرة ، فكم سمعنا وقرآنا من قيادات كانت في المعارضة والآن على كرسي القيادة والحكم شعارات وكلمات ثورية لم يقف أمامها خط أحمر بل الجميع وصل إليه الانتقاد والطعن حتى المراجع العظام بل حتى الإمام المعصوم عليه السلام في بعض الأحداث كصلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية وكذلك قبول الإمام الرضا عليه السلام لولاية العهد ، ولكن هذه الأفكار والشعارات والمواقف تغيرت جذرياً بل شطبت من العقلية المتحكمة السلطوية وأصبح كل تفكير المتصدين أن يفتشوا على الطرق التي تبقيهم في قمة القيادة والسلطة ولا غير ، وهذا التفكير الذي جر العراق والعراقيين الى الدمار والهلاك والدماء وعدم الاستقرار ، لأن تفكير القيادي لا ينصب في بسط الأمن والأمان بل يركز على سلطانه ومصالحه بالدرجة الأولى وأما المصلحة العامة فتحصيل حاصل ، كأن هذه المصلحة مرتبط ارتباط وثيق بمصلحة القيادات بل هي فرع منها ، فعندما تتضارب مصالح المسؤولين تتفجر العبوات والسيارات المفخخة في شوارع بغداد والمحافظات وهكذا ، ومن شدة التعلق بالحكم والسلطة أصبحت أغلب القيادات العراقية عبارة عن دمى بيد حكومات الجوار وكذلك الأمريكان من أجل البقاء في دائرة السلطة والقيادة ، وإذا تعارضت المصلحة العامة ومصلحة بعض الدول المؤثرة في القرار العراقي وخصوصاً الأمريكان فستقدم مصلحة الدول على مصلحة الشعب ولكن بعد أن يجمل الموقف بالوطنية والقرار المستقل والسيادة، فهذه داعش التي أهلكت الحرث والنسل ولم تبقي موبقة إلا واقترفتها بحق العراقيين بل الجنس البشري ، وأصبحت من القوة والمنعة ما لم تستطع الحكومة العراقية على مواجهتها والتصدي لها حتى سيطرت على أكبر المدن العراقية الموصل والرمادي ، ولولا الحشد الشعبي لسيطرت داعش على بغداد بل العراق بأكمله ، ولكن بالرغم من وجود الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية لم تستطع الحكومة العراقية أن تأخذ قرار تحرير الرمادي والفلوجة لأن الأمريكان لا يوافقون وهكذا أصبح الإرهاب يسرح ويمرح في مساحات شاسعة لا تبعد عن بغداد إلا بضع من الكيلومترات ، وهذه روسيا تعرض قوتها الجوية أمام الحكومة العراقية من أجل ضرب داعش والإرهاب ، وهي تنتظر القرار العراقي الذي يتراوح بين الترحيب والتهليل ولكن لا طلب رسمي بالموافقة لأن الأمريكان لا يوافقون بضرب داعش من قبل الروس ، وهكذا يبقى الشعب العراقي ضحيةً للإرهاب والحكومة العراقية تحت السوط الأمريكي ، وتثبت الحكومة العراقية مقولة إن الحكم عقيم ، فلا يمكن أن يمسك الحكم وحفظ دماء الشعب بيد واحدة ، لهذا يجب أن يمسك أحدهما فلم يكن أمام الحكومة أو القيادة العراقية إلا الحكم لأنه عقيم ولا يقبل مجاورة الأخر.