لاحظت منذ الايام الأُول لانتفاضة الاول من تشرين تزامنا بين اعلان توجيهات مسؤولي الحكومة لقوى الأمن بحماية المتظاهرين وعدم استعمال الذخيرة الحية ضدهم، وبين المذابح التي تقوم بها ميليشيات الحكومة وأحزابها ضد المتظاهرين وحرق خيامهم في نفس الليلة.
بعضهم سجل خطبه وتوجيهاته للمنتسبين وبعضهم الآخر دعمها بكتب وتوجيهات موثقة، إبتداءً من عادل عبد المهدي ،الذي ماإن تبث قنوات التلفزيزن توجيهاته الصارمة لمنتسبي الامن حول اتباع تعليمات حماية التظاهرات وعدم استعمال القوة ضد المتظاهرين حتى يتم الهجوم عليهم ليلا فيقتلون وتحرق خيامهم، ومروراً بقادة العمليات وقادة الشرطة وآمري الوحدات التي تكلف بقمع المتظاهرين.
تكررت الحالة اكثر من مرة، وكنت اتسائل مع نفسي: ما هذه الصدف وهذا التزامن!!! فلم أجد تفسيراً لها غير ان مسؤولي الحكومة يقومون بهذا بناءً على خطط مسبقة ومحكمة لفبركة آثار وأدلة سيلجأون اليها عندما يساقون الى محاكم وطنية أو دولية، فيقولون هذه أدلة برائتنا نعرضها أمامكم فنحن لم نوجه بالقمع مطلقا، على أمل ان يبرأون أنفسهم ومنتسبي وحداتهم ويعصبوا الجرائم برأس الطرف الثالث المجهول، لكن هذا لن يحصل بعون الله.
آخرهم كان مدير شرطة الناصرية الحالي العميد ناصر الأسدي الذي سَرّبَ فيديو يوجه فيه شرطته بحماية المتظاهرين وعدم اطلاق النار ( سمعت أحدهم خلف الكاميرا يلقنه جملة “عدم اطلاق النار” نسي ان يذكرها وكأن الجميع يعلم بالخطة). في ليلة ذلك اليوم الذي وجه مدير الشرطة بحماية المتظاهرين وعدم التعدي عليهم، هجمت عليهم خنازير سرايا الخراساني في سيارات مدنية وفتحت النار فاستشهد المقاتل السابق بالحشد الشعبي علي عبادي حسين الأسدي.
يقول مدير الشرطة ان المهاجمين فتحوا النار على شرطة النجدة فقامت الشرطة بمطاردتهم وكانوا يستقلون سيارات دون لوحات فروا باتجاه البساتين لكن سيارات شرطة النجدة لم تلحق بهم لان “سياراتهم نشطة” على حد قوله. يقول كانوا يرتدون “دشاديشا” وملثمين. اذا تسنى لك او لمنتسبي وحدتك رؤيتهم في الليل فلابد ان يكونوا قريبين منهم واعني بذلك انهم ضمن مدى اسلحتهم، فكيف اذن أفلتوا،؟ يقول هم يريدون خلق فتنة بينهم وبين المتظاهرين. يستطيع اي محقق مبتدئ ان يقدم اوراق تحقيقية كفيلة بادانة ناصر الأسدي في اية محاكمة على أفادته المخرومة هذه.
وأخيراً نصيحيتي الى أبنائي واخواني وبناتي واخواتي المتظاهرين والمتظاهرات ان ينتبهوا ويحتموا عندما يسمعون او يشاهدون أحد المسؤولين الأمنيين أوالقادة أو الامرين وهو يوجه منتسبي وحدته بحماية المتظاهرين ومعاملتهم معاملة حسنة والابتعاد عن كل مايخالف قوانين التعامل مع التظاهرات السلمية، لان هذا يعني ان هجوما ليليلا لابد حاصل.
#ثورة_تشرين_العراقية
#نريد_وطن
#نازل_اخذ_حقي
#ساحة_التحرير_والخلاني
#ساحة_الحبوبي
#ثوار_الناصرية