يكتب بعض الكتاب ، عن ظلم الحكومة واضطهادها لبعض المناطق ، وان هناك تهميشا ، والغريب انهم يقارنون هذا الظلم ، ويشبهونه بظلم الطاغية صدام ، ونحن نعرف جميعا ، ان الحكومة ضعيفة الى درجة كبيرة (حكومة المحاصصة ،السنة فيها اكثر من الشيعة ) ، فانها لاتستطيع ان تحاسب موظفا وتفصله من الخدمة ،لان القوانين العراقية الادارية . لاتفعل اكثر من نقله الى مكان اخر ، بعد ادانته ،وان رئيس الحكومة لايملك الا صلاحيات محدودة ، واذا ما اراد ظلم احد فلا احد سينفذ ذلك ، لانه خارج صلاحياته ، وانه لاتوجد حكومة مركزية قوية ، بل الحكم في معظمه للحكومات المحلية ، ولها صلاحيات واسعة ، لم يكن يعرفها العراق قبل ٢٠٠٣ ، ولكن الحديث المعاكس ، اي ظلم هذه المناطق لنفسها ولبقية الشعب فهو اوضح من ظلم الحكومة المزعوم ، فكلنا نعرف عدد الانفجارات الكثيرة التي فجرت في المناطق الشيعية من بغداد وشمالها ، وفي المحافظات المختلطة ، من الطائفتين ، فكلها فجرت من قبل ابناء هذه المناطق المهمشة كما يزعمون ، من البعثيين والقاعدة ، كما ان اهل السنة الذين قتلوا ،في الانبار وتكريت والموصل كان بايادي القاعدة والبعثيين ، فمن ظلم هذه المناطق ،غير هذه الحواضن التي وفرت لهم في المناطق السنية ، وهناك مواقع كثيرة على الفيسبوك والانترنت تعترف بذلك علنا ، بل ان التهديد علني على منابر صلوات الجمعة ، و احتقار الشيعة والحكومة الصفوية ، كما يصفونها ، وكانوا بكل حرية يرفعون علم صدام المجرم . لقد قتلوا الجنود الشيعة في الرمادي ومثلوا بجثثهم ، في عمليات غدر جبانة ، بل انهم اهانوا ضيوفهم حين جاءوا اليهم من شيوخ عشائر الجنوب ، وسمعنا كلنا عبارات الشتائم ، كلها لان الحكومة سلمت ملفات طارق الهاشمي للقضاء ، المتورط باكثر من مائة وخمسين جريمة قتل للشيعة ، وتفجيرات الكرادة تشهد على جرائمه ، هو وصهره الطائفي المغتصب ، ولان الحكومة سلمت شكوى ٢٨ عائلة عيساوية قتل ابنائها بيد رافع العيساوي ، او حمايته الذي كان قد عين له اكثر من الف حماية بلا غطاء مالي حين صار وزيرا للمالية ، وهؤلاء وعوائلهم هم من قام بالاعتصام والمظاهرات، كما يبدو. فعن اي ظلم يتحدثون .. ؟
نعم هناك ظلم يطال الجميع من نقص الخدمات والفقر والبطالة ، بل ان الظلم ربما اشد في المناطق الشيعية ، اذا اسميناه بهذا الاسم ، فصولة الفرسان استهدفت الشيعة ، كما ان حركات جند السماء والصرخي قد قمعت بشدة ، كما ان البعثيين في المناطق الشيعية ، تم قتلهم منذ بداية سقوط النظام ومن بقي منهم هرب الى خارج العراق . اما بعثية المناطق الغربية فعادوا الى وظائفهم واعطوا التقاعد ، قبل ان يحصل ذوو الشهداء الشيعة على تقاعد لهم . اما الكرد فهم فوق العراق والعراقيين ، لايؤمنون الابال١٧بالمائة من موازنة العراق ، وحين لايوافقون على شيئ فعلى العراق ان يموت جوعا ،وخرابا، لان الكرد يتحكمون بالعرب السنة الان ، الذين يقيمون عندهم ، بعد ان باع سياسيوهم اراضيهم للكرد بثمن بخس .
ثم هناك من يتحدث عن ظلم الجيش العراقي لبعض المناطق ، حين يضع لافتة او شعار ياحسين على دبابته في عاشوراء ، وربما يصدحون ببعض الاناشيد الحسينية ..، نعم يفترض بالجندي العراقي ان يتحلى بالمهنية وان لايعلن عن طائفته ، لانه من المفترض انه يمثل الجميع ، المسلم السني والمسيحي وغيرهم من الطوائف . كان المفترض بالقيادات العسكرية ان لاتسمح بهذا ، ولكن ضعف القيادات ادى الى ارتكاب اخطاء كثيرة . واخرها الانسحاب الخائن لهذه القيادات من ارض المعركة . وهناك اخطاء يقوم بها افراد من الجيش والشرطة ولكنه سلوك فردي ، وليس قرارا حكوميا يامر بفعل ذلك ..، علينا ان نميز بين الامرين ،وان هذه الاخطاء ، تحدث في كل مناطق العراق ، ولكنها تفسر في المناطق السنية على انه استهداف طائفي ، بينما لاتفسر كذلك في المناطق الشيعية ، علما ان الحكومة هي ليست حكومة شيعية ، وان كان يراسها شخص شيعي ، لان السلطات في العراق مقسمة الى ثلاث سلطات ، واحدى اهم السلطات تدار من شخص سني، اما القضاء ( المحكمة الاتحادية )فهو مشكل من تسعة قضاة متنوعي المذاهب والديانات والاعراق ، ويكون قرارهم بالاجماع في المحكمة الاتحادية .
اتمنى من الكتاب ان يعطونا امثلة حقيقية عن الظلم الذي يتعرضون اليه لانهم سنة ، او مناطقهم ، فربما نستطيع ان نعرف هل المشكلة طائفية، ام لان الحكومة جديدة على الديمقراطية ، بعد التغيير الكبير منذ عشر سنوات، وتقع في اخطاء كثيرة لايقصد منها طائفة دون اخرى ..، لان الحكومة الان تحاسب الشيعي فقط ، لانها قادرة عليه ، ولذلك الامن مستتب في المناطق الوسطى والجنوبية نسبيا . لانها تعتقل بكل سهولة اي شخص يعبث بامن المواطنين اويكون حاضنة للبعثيين او لداعش او القاعدة ، اويقوم بالخطف او السلب او القتل الجنائي ، ولاتستطيع فعل الشيء نفسه في المناطق السنية ، لان اهل هذه المناطق يرون ان هذه الحكومة ايرانية صفوية ، جاءت لضرب السنة واذلالهم ، وانتم تعرفون كم يحقد العربي السني على الصفوية وكل من يمت لها برائحة صلة ، ومن هنا فان اي شيعي بالعراق هوصفوي عندهم !!، ولذلك سمعنا كثيرا من منصات الاعتصام هذه العبارات ، ولكن الغريب ان الشيعة العراقيين الان بدءوا يالفون ذلك، بل انهم اصبحوا يسمون انفسهم بهذا الاسم بلا تردد او حساسية ، بعد ان كان الامر يثير حفيظتهم !.