22 ديسمبر، 2024 11:47 م

الحكومة الصدرية (المقبلة) وزواحف الفساد

الحكومة الصدرية (المقبلة) وزواحف الفساد

نعم ، لا يختلف اثنان (عاقلان منصفان) على أن هناك في التيار الصدري (شلة) من الفاسدين والمفسدين والانتهازيين والنفعيين والمتسلقين والمنافقين

وهولاء ليسوا حصراً بالتيار الصدري ، وإنّما هم يعششون في كل الأحزاب والتيارات والمناصب في العراق ودول العالم ، بل هم موجودون في كل الأزمنة والأمكنة حتى مع الانبياء والاولياء ، وموجودون في أدق تفاصيل الحياة

نعم ، كان ومازال التيار الصدري يضم بعضاً من هؤلاء رغم الضربات الموجعة التي يوجهها لهم اصحاب القرار في التيار الصدري بين الحين والحين ، ورغم توالي (الگصگوصات) التي تطرد أحياناً ، وتتبرأ أحياناً من هذه الشرذمة

بل ثمة گصگوصات دعت الحكومة والسلطات المختصة لمحاسبة ومعاقبة هؤلاء بالاسماء والعناوين

.

الصدريون وغيرهم ممن يتوقعون ان الحكومة الصدرية (المرتقبة) ستجد امامها طريقاً مفتوحاً ومزداناً بالزهور والرياحين ، فهم واهمون

بل سيجد الصدريون أمامهم أحمالاً وأثقالاً وأوزاراً تثقل كاهل القوي الأمين ، على صعيد السلطات الثلاث ، وحتى على صعيد السلطة الرابعة

وذلك بسبب انتشار (جائحة الفساد) في كل مفاصل الحياة في العراق ، وانهيار المنظومات السياسية والاقتصادية و (القيمية)بشكل يشبه استلام أمير المؤمنين (عليه السلام) للخلافة من عثمان ابن عفان

ومن المرتقب والمتوقع و (الطبيعي) جداً ان تنشط (زواحف الفساد) المتمسحة بعباءة الصدريين إلى مراكز النفوذ والقرار ، والريع والربح المادي

ولكن

يبقى الفارق في أن سلطة القرار العليا في التيار الصدري لها (الرغبة والقدرة) على كبح جماح هذه (الزواحف) بما تمتلكه من رغبة في الاصلاح .

 

إن حصول التيار الصدري على مركز القرار الحكومي (تشريعاً وتنفيذاً) ، وانفراده في كونه (الأكثر عدداً) و (الأشد قوة) و (الانضج تجربة) في مجال (العسكرة) يجعل منه مانعاً ضد تسلل (المفسدين) من خارج التيار ، فضلاً عن المفسدين (المتمسحين) بعباءته ، من الذين يدورن في فلكه ، هذا أولاً

ويمنحه القدرة والقابلية على فرملة ودفع القرارات ضمن المجلس التشريعي بما يناسب مشروعه الوطني الاصلاحي

 

ولذلك ، فمن المتوقع لدى (العاقل) بأن استلام الصدريين للسلطة سيؤدي بدوره الى (تقليل) نسب الفساد بشكل ملحوظ ، مساوقة مع ارتفاع نسبة التشهير والتسقيط التي سيعاني منها التيار بسبب ازاحة بعض شركاءه المنتفعين من موارد الفساد .

…..