18 ديسمبر، 2024 10:05 م

الحكومة الشرقية والاعتراضات الغربية

الحكومة الشرقية والاعتراضات الغربية

حكومة العراق القادمة شرقية كما العادة منذ عقدين دون شك ،لأن الاغلبية من المتنفذين في العراق شرقيو الهوى والاتباع وكذلك جمهورهم على الاغلب.
ولكن هذه المرة تصارع مخاضا كما رأينا للحصول على الموافقة الغربية التي اصبحت اكثر مشقة عما كانت عليه في السابق لاسباب مستجدة قليلة وليست ذي شان كبير،،
منها ان امريكا وتركيا ودويلات الخليج (وهو مايقصدونه بالغربية) طمعت الان اكثر او أملت او اهتمت في هذه الدورة في ان تقلص من نفوذ ايران (المنفردة بوصف الشرقية) دون ان يشاركها احد والتي ظهر على اتباعها بعض الارتباك والضغف وشيء من التناحر خصوصا بين التيار من جهة كونه الاقوى انتخابيا وبين القوى المنضوية تحت مسمى الاطار،
اما الغربيون الخلص فهم قلة او لايكادون يشكلون رقما، فلا يخدعنك هتاف القوم بالوطن،،،،، فالقوم في السر غير القوم في العلن
فالغربيون ليسوا غربيين لانهم اعداء الشرق، بل للبحث عن فرصة اكبر ونفوذ اوسع مع داعم جديد بعيدا عن تاثير الداعم الايراني التقليدي الذي حصر النفوذ بايدي اتباعه لسنين طويلة ولن يغير ذلك ولن يغيروا لان القضية عندهم عقائدية ومكاسبية وستراتيجية لدوام ايران ودوام تلبسهم الديني المذهبي وبالتالي دوام منافعهم الشخصية الهائلة، فضلا عن تحقيق الثار التاريخي الذي يغازلون به مشاعر العوام الناخبين.
ولان هذه النغمة انخفضت بين اوساط الشباب الواعي بعد تشرين لذا ترى ان وضعهم الجماهيري تخلخل بشكل ملحوظ. ولكن ايران سرعان ما تلملم اوراقها وتستعيد انفاسها وتجمع شتاتها فتاثيرها واذرعها التي مدتها عبر عقود تيسر لها ذلك،
ومما يخيب مساعي الداعمين الغربيين وطموحهم في كعكة العراق هو ان قرود السياسة الذين يتبعونهم كما يروجون ، هم في الحقيقة يضعون رجلا مع الرحمن واخرى مع الشيطان ، فيزورون ايران ليلا ويتفاوضون مع امريكا نهارا ، وهؤلاء هم الطرف المقابل من المكون الاخر وبعض المستقلين، وهؤلاء لم يحسموا امرهم تماما لياخذوا جهة معادية او منافسة مفارقة، لضعف داعميهم خارج العراق ولضعفهم هم ايضا امام سحر المال والجاه، حيث لا دين يلزمهم ولامذهب ولاخلق كسياسيي الطرف الاول الذي لايستطيع مهما طمع في المال ان يتملص امام جمهوره من “سباحة” الحق التاريخي والولاية التي اغتصبت لقرون وما الى ذلك من ايديولوجيات يتكؤون عليها لادامة منافعهم مع الناس.
الرجل الذي يمسك الامر الان دون شخصية او مركزية ووضع بعد تشرين لتمشية البلد ليس له اي دور ، فالاستعراضات التي تنطلي على الجمهور من تصويرات سينمائية ولجان وهمية وزيارات لذوي الاحتياجات الخاصة تارة وللفنانين تارة اخرى لن تنطلي على الكتل الحاكمة المتثعلبة في العمالة والفساد ،
فلابد ان يطردوه دون تردد سيما وان امريكا غبر متمسكة به لضآلة عقله وتفاهة ادارته وهو رجل صغير على منصب مدير بلدية فما بالك برئيس وزراء دولة.
والنتيجة ان الحكومة لن تتشكل الا ان تسترضى ايران شئتم ام ابيتم ، شاءت امريكا وفريقها ام أبوا. وعليه فان الذين عادوا يلغازلوا ايران ستنخلهم وتفحص مواقفهم وحقيقة ولائهم المستقبلي وثباتهم ان دعمتهم ثم تقرر، وهؤلاء ليسوا رجال الاطار فاولئك من الصادقين المجربين ،وليسوا رجال التيار فهؤلاء فائزون ، لكن الاختبارات الان جارية لقبول اعضاء الطرف الاخر من المكون الاخر وبعض التشرينيين والمستقليين المتقدمين باوراقهم وينتظرون ، لعل احدهم يكون صاحب الحظ السعيد فيعطى حصة مع التيار والاطار الذين بالنتيجة النهائية سيحكمان بوصاية ايران مهما طال التمنع والتصنع وبعدت الشقة.