19 ديسمبر، 2024 1:44 ص

الحكومة الجديدة وحكومة حصين الليط

الحكومة الجديدة وحكومة حصين الليط

لقد وصف لي احد النواب ممن كان لهم الدور الكبير في تشكيل الحكومة السابقة(2010-2014) وصفها بانها حكومة حصين الليط وقد استغربت لهذا الوصف ولكن سرعان ما وجدت صحة ودقة وصفه ؛اذ كان القصد من ذلك درجة الضعف والقلق التي تعاني منها تركيبة تلك الحكومة.

ولكي نقف على دقة هذا الوصف لابد لنا من تعريفه فالكثيرون لا يعرفون معنى حصين الليط فكلمة حصين هي تصغير لكلمة حصان والليط جمع للمفرد ليطة والليطة هي قطعة من القصب لا يتجاوز طولها بضعة السينتيمترات بعد ان يتم تغير شكلها من الاسطواني الى المستوي وذلك بالضغط عليها بالارجل لاستخدامها في حياكة الحصران التي يستخدمها اهالي الجنوب وخاصة في مناطق الاهوار.

اما بالنسبة ل حصين الليط فهو حصان يصنع من قطع صغيرة من الليط ولا تستخدم فيه اي مادة لاصقة اذ تركب القطع فوق بعضها؛فأذا ما تحركت اي قطعة مهما كانت صغيرة ومهما كان موقعها فان هذا الحصان سيكون مصيره السقوط ارضاً.

وقد قبل السيد المالكي الذي ترأس هذه الحكومة هذا الواقع لانه قد بدأ واسس لمشاريع كثيرة كان يأمل اكمالها في الدورة الثانية وبقيت في مقدمتها انهاء الاحتلال الامريكي والخروج من الفصل السابع وعقد مؤتمر القمة العربية في بغداد وعودة العراق الى حاضنته العربية وبسط الامن بشكل كامل واقرار قانون البنى التحتية والشروع فيه؛والسعي لبناء دولة المؤسسات التي تقوم على تطبيق القانون واحترامه والحفاظ على وحدة البلد وتماسك جميع طوائفه وقد تحقق اغلبها .

ولكن ما ان خرجت اولى التظاهرات في ساحة التحرير حتى تقلص عدد الوزارات بشكل ملحوظ ؛ومع بداية اي ازمة ينسحب هذا الوزير او ذاك الوزير والامثلة كثيرة. ويندر ان يصوت هذا الوزير او ذاك الوزير دون معرفة رأي رئيس كتلته واذا ارادت الكتلة ان تسحب اعترافها بتوقيع هذا الوزير او ذاك فانها تفعل ذلك وببساطة ؛بمجرد انها لاتحرك هذا القانون في مجلس النواب.لانريد هنا ان نتحدث كثيرا عن الحكومة السابقة ؛فوصف السيد النائب لها بانها حكومة حصين الليط يكفي لبيان جميع التفاصيل ولكن الاهم من كل ذلك ؛هل ستكرر نفس التجربة ونصنع حكومة حصين الليط بشكل جديدة وبتسمية جديدة؟

ان الاجابة العلنية عن هذا السؤال هي كلا وتكاد تكون اجابة بالاجماع ….اما الاجابة غير العلنية فنجد فيها من يؤكد بالجواب نعم نريد حكومة حصين الليط وبشكل جديد وبتسمية جديدة وبشرط ان تكون اضعف من سابقاتها.والدليل على ذلك هو المباركة والتأييد لرئيس الوزراء الجديد من جانب ووضع الشروط والحصول على الحقائب الوزارية المهمة من جانب اخر.

دعوتي الصادقة للسيد رئيس الوزراء المكلف ان يرفض حكومة يمكن وصفها بحكومة حصين الليط او اي وصف اخر يدل على ضعفها وقلقها وان لا يقبل الا بحكومة يمكن وصفها بحكومة الفرس الحديدي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات