لم تعد إمامنا وسيلة _ نحن أبناء الشعب _ إن نخاطب بها قادة البلاد من الساسة قادة الكتل والتيارات وأعضاء البرلمان وزعماء الأحزاب والمجالس المختلفة إلا الرسائل لان الذي بيننا أسلاك شائكة وحواجز كونكريتية مرتفعة والآلاف من رجال الحمايات والمليشيات فما حيلة المضطر إلا الرسائل ..!
ورسالتنا إلى أصحاب المعالي والعز غير الدائم إن يتقوا الله في أبناء جلدتهم ولا يتعاملون معهم بدم بارد كما يتعاملون مع بيادق الشطرنج لان الشعوب بشر من دم ولحم وأحلام وآمال ، فهم لا يقبلون إن يتحولوا إلى دمى تقتل بحركة بسيطة من يد اللاعبين خاصة أولئك الذين أوصلتهم تضحيات الناس ودماء الشهداء ودموع الثكالى وصناديق الاقتراع إلى الكراسي التي يجلسون عليها الآن والمناصب التي يتمتعون بمكاسبها والثروات التي يجمعونها بالحلال والحرام .
إن مشاعر الناس لا تقبل اللعب والمغامرة والمجازفة وان أكثر من 30 مليون عراقي تجاوز صبرهم صبر سيدنا أيوب لا يتحملون بعد الآن التحالفات غير النظيفة والصراعات السياسية النفعية خدمة للأجندات المشبوهة .
إن الشعب وبصراحة ليس قطيعا من الجرذان في حقول للتجارب العلمية .. فقد مضت أكثر من 13 سنة جرب ساستنا كل فنونهم في إدامة الصراعات وجرب معهم الإرهاب كل فنون القتل والتدمير ومارست أمريكا أبشع العمليات الإجرامية .
وماذا كانت النتيجة … جيوش من الأرامل وفيالق من الأيتام وملايين العاطلين وجبال من المفخخات ، ولا يقابلها رفاه أو استقرار أو بناء مدارس أو مساكن أو خدمات ، ولكن المقابر الجماعية وخاصة لمجهولي الهوية تتسع كل يوم ومعها تتزايد عمليات القتل والسرقة والخطف والتفجير وكان البلاد في حرب مستعرة في كل ثانية ، لكن الملاحظ إن فئة من هؤلاء الساسة جنو من لعبة الدم ملايين الدولارات والوجاهة الكاذبة وطول اللسان .
ولعمرنا لم نجد في علم السياسة لا في الزمن القديم ولا في الحديث ولم يقره اخطر المفكرين في تبرير الوسائل وهو الفيلسوف الايطالي مكيافلي .. وعلى ما يبدوا أنهم اخذوا منه مبدأ واحدا فقط هو دهاء الثعلب وقوة الأسد ولكن ساستنا حتى هذا المبدأ طبقوه بطريقة ساخرة ومضحكة فلا نجح الساسة إن يمتلكون دهاء الثعلب لان الإرهاب عبر عليهم آلاف العمليات الإرهابية وأكثرها غباوة وآخرها وليس أخيرها مجزرة الكرادة الدامية وكانت النتيجة مقتل وجرح المئات من العراقيين الأبرياء .
وإما قوة الأسد والدليل أنهم لا يمتلكونها وهي هيمنة السياسيين أصحاب الأجندات الإقليمية والدولية على القرار السياسي ، وكذلك سيطرة الخارجين على القانون والمليشيات والمفسدين والفاسدين وإسقاطهم لهيبة الدولة ، وأصبح هذا الأسد إمام جبروت هؤلاء أسد من ورق .
[email protected]